يتطلب التعامل مع الازمات سلوك متعقل يفضي الى معالجات ذات اثر إيجابي، سواء على الصعيد الفردي، او الإطار الاجتماعي، خصوصا وان السلوك العقلاني يحدث اثرا كبيرا في الاستقرار الداخلي للفرد ، الامر الذي يؤسس لحالة من الاطمئنان للجماعة التي يعيش معها، وان التصرف الفوضوي يحجب عن الفرد الرؤية الصائبة في اتخاذ القرار، ويقود الى إشاعة الهلع والخوف، لدى مختلف شرائح المجتمع فتنتهي الى سلوك فوضوي مشاع من الصعب السيطرة عليه.
ان الوضع الاستثنائي الحالي للعالم اجمع من خطر موت عابر للقارات، وباء خطير نٌعت بوباءالعصر،ولنسميه ما شئنا من المفردات ما تدل على ذعر وخوف وهلع، فلن نجانب الحقيقة,لابل نسجت حوله فرضيات كثيرة تتقدمها نظرية المؤامرة لضرب دول واهلاك مجتمعات، بسلاح مخلق في مختبرات تليها ما هو مرتبط بالغذاء، الى ذلك فرضيات يقارب بعضها نسج الخيال حتى ركن الاخرين الى التسليم بنهاية العالم. وهذا ما يزيد الابهام ابهاما، لكن الطامة الكبرى استثمار دول بتسييسه.. بتحميل من كان ضحية له مسؤولية تفشيه واستشرائه بتشويه حقائق واختلاق اكاذيب وتزوير وقائع، لا تخفى مآربه السياسية والاقتصادية على الانسان المتبصر، يرفدها ويزيد هذا الخوف تفشي اوبئة اعلامية واخبار مرعبة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية لا سبيل الى الخلاص منها الا بعزلها واقصائها والحجر عليها وعدم الانصياع اليها.
ونلاحظ ان الهلع الاكبر يكون عند الذين يشاهدون ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي او متابعي القنوات الفضائية التي تحشد للجانب السلبي اكثر من الجانب الايجابي, حتى اضحى الكثير من الذين يستخدمون هذه المنصات الاعلامية جهابذة في التحليل والقاء النصح والارشادات , لابل ذهب الاخر الى اعطاء الدواء الشافي من هذا الوباء, حتى اضحت الحقيقة خداعة منتشرة بين شرائح واسعة من المجتمعات, لكن مانحتاجه في هذه الاوقات الصعبة الى توعية نفسية واستعدادات نفسية ايجابية لاشاعة الامل, نحتاج الى غرس الامل والتفاؤل, علينا ان لاندع ان يستحوذ على تفكيرنا حالات الخوف والذعر الجماعي فهذا لا يغير من حقية الامر شيء فنندفع الى تصرفات مضطربة وسلوكيات تصل حد الهوس المرضي نتيجة انفعلات جمعية غير مبررة, هنا لابد من الاشارة الى عدم التهاون او التراخي او الركون الى الهزل في هذا الموقف وانما التصرف بتفكير منطقي لانركن الى التفكير السلبي وانما نكون غارسين التفاؤل ناشرين السلوكيات الايجابية. مانحتاجه الى تضامن انساني فالانسانية كلها مهددة ,,فليس فئة دون اخرى, او مجتمع واخر لا, او دين على حساب اخر, او طائفة وليس الاخرى. الضرر على كل الانسانية . هناك حاجة وحاجة تكاد تكون هي مفتاح الخلاص من هذا الوباء هي رجوع الانسان الى انسانيته والابتعاد عن الفردية النرجسية , علينا ان لانختلق نبؤات كاذبة مبنية على رؤية ذاتية نرجسية , مانحتاجه الى توعية ثقافية نفسية مدعومة بتوعية طبية صادقة, يمكن أن يساعدناالاستعداد الجماعي النفسي لنقل التفاؤل الى الغير.
لانه غالبًا ما تعكس ديناميكية هذا التصرف بشكل عام أن يساعد تعلم كيفية التصرف مع الآخرين في الايام الصعبة وكيفية العمل داخل المجتمع , لان الخوف المرتبط بالفشل يجعل الوصول الى الاليات المناسبة لمعالجة الازمات، احد الأسباب وراء تعطيل العقل في خلق الظروف المناسبة، وتحقيق الاستقرار وزرع الهدوء في البيئة الاجتماعية بالإضافة إلى ذلك ، يمكن للاخر من ان يؤدي دوره الايجابي المعطل نتيجة صعوبة الضغط النفسي من المرحلة التي يمر بها . هذه دعوة للانسانية لمحبي الانسان , وايضا دعوة لاشاعة التفاؤل للتغلب على الم وصعوبة هذا الظرف العالمي الاستثنائي.
د.محمد عبد الهادي الجبوري