من تجارب الانسان الالكتروني الافتراضي..عندما تضيف شخصا الى قائمة اصدقائك يصبح جزءا من حياتك،تشاهده ويشاهدك ويبادلك الافكار والمشاعر،ولكنك لست مجبرا على الرد او التفاعل مع كل ما ينشر اويقال في كل الاوقات...ينشر احدهم صورة لاحد افراد عائلته في المستشفى ويتوسل ويطلب الدعاء له من قبل الاصدقاء او تقوم احداهن بنشر مائدة طعام عامرة في بيتها في مناسبة اجتماعية خاصة،او ينشر احدهم صورة طفل من ابنائه او احفاده او يروج شخص لحزبه او قائده الفاشل بطريقة فجة او يحتضن زوجته او ابنته في لحظة حنان عائلي..كثير من الكتابات والصور على العام او الرسائل الخاصة تجعلك تستخف بها وتمر عليها مرور الكرام بدون تعليق او لايك او مشاركة لكنها اقتحمت دماغك وحفظت في ذاكرتك رغما عنك،وهذا ما يسمى نهاية الخصوصية!
قد نجامل احيانا كما في حياتنا اليومية ولكن المشاعر الحقيقية من الصعب اخفائها عندما نحب او نكره..ولكن هل مررتم مثلي بتجربة امتزاج مشاعر الحب والكراهية تجاه شخص معين؟!..وماذا يقول علم النفس عن هذا الشعور عندما تريد ان تحظر شخصا وتخرجه من دائرة حياتك وتشطب وجوده من اهتمامك لكنك لم ولن تفعل فيظل حاضرا امامك!؟
اعتقد ان مرور الكرام هو الحل،وليس الكريم كاللئيم..دعهم يقولون ويفعلون من حولك ما يشاؤون ويعبرون عن انفسهم بالطريقة التي يحبونها هم ...وعليك ان تتفرج وتتأمل وتعتبر ثم تتجاهل ..وان هجرتهم فاهجرهم هجرا جميلا!
وليس هناك ابلغ من قوله تعالى:
وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (الفرقان 72).
مروا مرور الكرام على هذه الخاطرة والصورة التي انشرها تحت شعور بالزهو في اجواء احتفالات النصر على الارهاب في بغداد الآمنة المبتهجة ..واحسنوا الظن في القصد!