اجتاحت التغطيات الاخبارية لفايروس كارونا الذي ضرب الصين وامتد للعالم وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاحتماعي في الشرق والغرب وتربع خبر المرض الخبيث في صدر النشرات وابرز التعليقات.
وللاسف الشديد ان تعليقاتنا التي كانت ترافق هذا الحدث العالمي الكبير كانت تركز على التوقعات السلبية التشاؤمية وتراهن على وقوع كوارث ولم تكن ترى الا الجانب السلبي من الاداء الحكومي والشعبي نتيجة للصورة المنطبعة في اذهان الناس عن سوء الخدمات وجهل كبار المسؤولين باصول الادارة العامة وادارة الازمات خاصة وعدم اكتراثهم لمستقبل البلاد وحياة العباد ....ان هذه التغطية الاحادية حرمتنا من الاطلاع على مبادرات حكومية وشعبية تعبر عن الشعور بالمسؤلية الوطنية وتقديس الواحب والتعبير عن اعلى حالات الحب والتضامن بين الناس فماذا نسمي الموقف الشجاع لاحد الاطباء وهو يصر على فحص زعيم ديني وسياسي كبير عند احدى بوابات المطار ويتلقى سيلا من اللكمات والاهانات على ذمة من نقل الخبر لكن الرجل واصل عمله من اجل العراق....وفي الوقت الذي تناقلتا فيه اخبار عن جشع اصحاب الصيدليات لم نتحدث عن صيادلة وزعوا الكمامات والمعقمات مجانا..ولم ننقل صورا لعراقيين وعراقيات حملوا قناني المعقمات وقاموا بانفسهم بتعقيم خيم ساحة التحرير والتكتكات....ومعلمات فاضلات تطوعن لتعقيم الصفوف والحمامات وتقديم ارشادات للوقاية..اطباء وممرضات تسابقوا لفحص الناس واسعاف الحالات المشكوك فيه بدون خوف او تردد وبمستلزمات متواصعة فهل هنالك تضحية اكبر من ذاك..؟وانتظم الالاف من الموظفين والعمال في وجبات عمل ليل نهار وبدون عطل رسمية في مصانع الغزل والنسيج في وزارة الصناعة لانتاج كميات كبيرة من الكمامات وكذلك مصانع الدواءًفي سامراء واصحاب المذاخر الطبية وفروا كميات كبيرة من مختلف انواع المطهرات وباسعار مناسبة...وشابات وشباب نقلوا لنا عبر مقاطع فديو وملصقات للوقاية من هذا المرض وتكذيب للاشاعات المغرضة التي تهدف لزيادة المخاوف والهلع بين الناس...صور مشرقة كثيرة تعبر عن حجم الحب والتضامن الاجتماعي والتطوعي في زمن الكارونا ولو كان الروائي الشهير ماركيز على قيد الحياة لغير اسم روايته الشهير الحب في زمن الكوليرا الى كارونا...نامل ان ينتهي هذا الوباء وتنتهي معه طبقتنا السياسية المتعفنة ويتغير اعلامنا واهتمامنا ونركز على الجانب المشرق من الحياة والثقافة التطوعية ونؤمن بان اعظم الاسلحة للانتصار في المعارك والازمات هو الحب الحقيقي والتضامن الشعبي التطوعي.