الاعلامية - ايسر الصندوق
لعله الرمق الاخيرذلك الطفل الذي أخذ الأرهاب صورة أبيه وهو في عمر الخمس سنوات ولم تكن لتلك السنين مدى يواكب ما يدور من حوله ومن خلجات في نفسه فأخذ يحاكي صورة ابيه كل صباح ويقول له : أشلونك – ولم يكن يقرب منه لولا ذلك الارتفاع الذي يعتليه ليكون قريب منه ويكذب اكذوبتا ًلينسج بها اعذوبتا ً ويرفض صوتاً يقول له كفى انزل من هذا المرتفع واجلس فيباطىء في النزول اذ يقول امزح فيرى في نظرته قيثارة تنغم له رمقا ً لعله الاخير فيرى في هذه الصورة كل الوجوه ولم يكن لوجه ابيه حاضرا ً ولكنه يراها تجابه الصدود يعلو ويصعد ليكلمها ثانيتا ًيصاحب الدقائق في صباحه ويتمتم خلف النظرات باغاني الاطفال وعبرات الامهات ولم تكن محاذية لما يجول في خاطره من افكار فيدعوها للصعود والاقتراب من تلك الصورة يدعوها لتقدم الاعتذار وتبيد حروب الشعوب على مر السنين ومناغاة اطفال الملايين مناغاة تسرق بهجتهم لتواكب احداث الاخرين ترى أي الصباحات هي اولى لمجتبى وهو يحاكي متاهات بدت قبل ان يبدا خطواته الاولى واين هي الخطوات .