بلا شك ان مسلسل حريم السلطان يعد من المسلسلات المهمة جدا التي نقشت في الذاكرة واغلب العوائل التي تابعت جزئيه الأول والثاني تتابع الآن جزه الثالث بلهفة دون أن يضيعوا حلقة واحدة , تعود أهمية المسلسل لأسباب مهمة منها * ان المسلسل تاريخي يعرض أحداثا تاريخية مهمة توجتها دلالات عميقة يتذكرها آباءنا وأجدادنا وغالبا ما تثار نقاشات بشأن ما (حدث) وما (يعرض الآن) كأحداث ضمن مشاهد المسلسل * ثانيا الفريق الذي اختير لهذه الملحمة كان من خيرة الفنانين والفنانات التركيات اللواتي تركن أثرا لدى المشاهد العربي من ناحية الأداء والجمال والأزياء وقصر السلطان و(الفتوحات – الغزوات) حتى لهجة الدبلجة كانت لها خاصية في جذب المشاهد * ثالثا بعض الأحداث جاءت في المسلسل لم تأت مثلما رويت في الكتب التاريخية مما أحدثت سجالات فنية وسياسية ومنهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حينما صرح :أن هذا المسلسل وبطله السلطان سليمان ليس له أي علاقة بالسلطان سليمان القانوني , ناسيا أن للمخرج والمؤلف حرية التصرف من اجل زرع المتعه لدى المشاهدين إضافة على ذلك تسويق المسلسل بأغلى الأسعار , كذلك التركيز على موضوعة الحمّاماّت وموضوعة الحرملك التي هي غائبة او مضببة لدى بعض الناس لكن بعد مشاهدة المسلسل صار الحرملك واضح جدا من خلال الدسائس والمكر وتسويق الجواري والفساد المالي والحروب الخفية التي كانت واضحة بشدة . وإذا أردنا الحديث عن مسلسل حريم السلطان نحتاج الكثير من المساحات لكي نفي حقه لكن أرى من المعقول الكتابة عنه وفق أجزاء مستقلة عن بعضها وتسليط الضوء على أشياء مهمة وموضوعات لفتت الانتباه . أول هذه الموضوعات هي (الحمّامّات) التي تكررت مشاهدها كثيرا في أحداث المسلسل ولا اعتقد أن هذه الموضوعة جاءت بطريقة عفوية أبدا واعتقد أن المنتج التركي له أهداف خفية تقع ضمن المسكوت عنه , حمّام الحريم يجهز بأمر من السلطانة الأم وينفذ من قبل القادن افندي وفريقها الخاص لكل جارية حينما تدخل ضمن قطيع جواري الحرملك لتنضم إلى حريم عظمة السلطان لتكون ضمن (محضياته) او مفضلاته وعليها أي الجارية المفضلة ان تعلن إسلامها، بحيث ينتظرها برنامجا خاصا تربويا وتدريبيا دقيقا بإشراف المساعدة الأولى لوالدة السلطان وتعطى كل جارية مهمة، يتوقع منها أن تتقنها وتتميز بها لتمتع السلطان حينما يطلبها للخلوة وهي تسير بأجمل صورة وأبهى حلة تفوح منها أجود أنواع العطور لتدخل مخدع السلطان عبر (الطريق الذهبي) وإذا لم تفعل ذلك، فان العقاب سيكون قاسي جدا ينتهي بوضعها في (شوال) كيس من القنب مع حجر ثقيل وترمى في خليج البوسفور , المنتج التركي ركز أيضا على موضوعة (الفتاة الحامل)حيث أظهرها بكثرة عبر مسلسلات اجتماعية جميلة جدا ومشوقة لتسويق موضوعة ( الإسلام التركي ) التي عبر عنها المنتج بالقبول والتعاطف مع الفتاة الحامل دون زواج شرعي أو رسمي لكي تبقى ضمن أسرتها وكان الموضوع عادي جدا , لا أريد هنا أن أكون قاضي لكن المنتج التركي وفي اغلب المسلسلات جعل المشاهد العربي المسلم يتعاطف بشدة مع هذه الموضوعة الدخيلة بحيث جعل من المشاهد ينتصر للفتاة الحامل دون زواج ويعدها (بطلة) كيفما كانت ضحية أم بإرادتها,هذه الأفكار التي روج لها العديد من المنتجين والشركات الفنية تكررت كثيرا ضمن المسلسلات التركية الجميلة والتي أدمن الكثير على مشاهدتها ستكون أو بالأحرى باتت هذه (الظاهرة الدخيلة) طبيعية جدا عند (اغلب العوائل العربية) و(بعض العوائل العراقية) وهذه الظاهرة روجت للإسلام التركي ربما هذه واحدة من جملة أمور لكي تكون تركيا ضمن الركاب في قطار الاتحاد الأوربي .
أما الحرملك فكان له حصة الأسد في أحداث المسلسل التي قادته (حفصة) ست الكل والدة السلطان سليمان التي تعد السيدة الأولى في الحرملك وهي نفسها التي تقود ( الجواري والمخصيين والحسان والخدم والقادن أفندي والباشقادن والحرس) وغيرهم , سنتحدث لاحقا عن (هويام) الجارية الأكثر جمالا وجدلا وفتنة هي نفسها زوجة السلطان سليمان كذلك (زبيدة) زوجة الخليفة هارون الرشيد وأمه (الخيزران) , وإذا ذكر المؤرخون أن هارون الرشيد يوم مات وجدوا في قصره أكثر من 2000 جارية من أجمل الجميلات، وان موسى بن نصير فاتح المغرب حينما عاد إلى دمشق كان معه 30000 جارية فكم كان عدد جواري سلطان السلاطين سلطان العالم سليمان القانوني؟؟؟
By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://iraqi.dk/
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. - المقالات التي تنشر في الشبكة تعبر عن رأي الكاتب و المسؤولية القانونية تقع على عاتق كاتبها / الاتصال