الوضع الأيزيدي السيئ جدا والمحزن جدا والمحبط جدا والمعقد جدا، تجعل الكتابة عنه ايضا صعبة جدا جدا، فلا تعرف من اين تبدأ وأين تنتهي، على اي شيئ تصب تركيزك وما الذي يمكن ان تهمله، فكل ما يتعلق بحياة الأيزيدية وارض الايزدية ودين الايزدية ومستقبل الايزيدية اصبح جرحا ينزف لا يمكن ان تتجاهله، لقد أصبحت خارطة جروحنا أوسع وأكبر من حجمنا ولم نعد نشعر أن هذا الارض أرضنا وهذا السماء سماءنا وهذا الوطن وطننا، لقد نهب المجرمون كل شيء، وقتلوا كل جميل فينا حتى السلام والطمأنينة.
وهنا نحن لا نحاول أن نختلق او نلفق فضاءات من اليأس بل ربما أن الامور أسوء بكثير عن مما نطرحه، حيث يبدو للكثيرين ان الأيزيديون ودعوا السلام نهائيا في هذه الأرض. فبعد مرور عام كامل على الهجمة الارهابيه الظلامية لأشرار الدولة الاسلامية (داعش) على المناطق الايزيدية وخاصة على شنكال، مازال الايزيديون يعانون من تبعات ومخلفات وتشظيات هذه الهجمة الوحشية، فبعد عام كامل مازال الايزيديون نازحون، بعد عام كامل مازال الايزيديون مشردون، بعد عام كامل مازال الأيزيديون يُغتَصبون ويُباعون ويُشتَرون في مدن وأسواق المجرمين، بعد عام كامل مازال عظام الكثير من الضحايا متروكة في حفر المذابح الجماعية بأنتظار من يأتي لدفنهم على الطريقة الايزيدية وقراءة (قهولێ سهرهمركێ) عليهم ( مسكينو ژارۆ بهنی ئادهمۆ).
ما حصل لنا في شنكال في 3/8/2014 لم تكن حربا أو معركة أو جريمة عادية أو سقوط منطقة كما حصل في مناطق عديدة في العراق، بل هو امتداد أو حلقة من مسلسل تراجيدي طويل يأكل من الجسد الأيزيدي، ما حصل لنا أعادنا 1000عام الى الوراء، أعادنا الى حالة صيرورة خوفنا البدائي الأول، أعادنا الى أطار ملعبنا التاريخي المغطى تماما بدمنا المسفوك، ما حصل لنا فتح 72 جرحا قديما اعتقدنا أنها التأمت وشفيت ولن تتكرر. ويتساءلون لماذا يا ترى يهاجر الأيزيديون؟! أنهم لا يهاجرون، أنهم يفرون بجلودهم!!
ألم أقل لكم أن الكتابة عن الوضع الأيزيدي عن آلامنا وجروحنا صعبة جدا، لأنك لا تعلم بأي جرح تبدأ، وأن حصل واخترت جرحا ما، لن تعرف أبدا كيف تلثمه، فجروحنا كلها أصبحت كبيرة ومتشعبة وغائرة.
خيري إبراهيم كورو لم يكتب نبذه عن نفسه لحد الان :
By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://iraqi.dk/
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. - المقالات التي تنشر في الشبكة تعبر عن رأي الكاتب و المسؤولية القانونية تقع على عاتق كاتبها / الاتصال