مكتب بغداد – شبكة الإعلام في الدانمارك
كانوا حديثوا السكن بالمنطقة كنتُ صغيرة حينذاك ولا أعلم كيفَ أصبحت تلك المرأة صديقة أمّي كانت طويلة كنخلة باسقة جميلة وشعرُها غجري تغني بصوتٍ رخيمٍ يحمل الكثير من الشجن وأمّي وأبي في جدالٍ دائمٍ حول أصولها فأمي تؤكد لوالدي بأن كل شيء فيها يدل على أنها غجرية وتخفي خطب ما لم يزرها احد ولم تخرج إلّا لزيارة أمي سألتها أمي كثيراً عن أهلها وسبب عدم زيارتهم لها كانت تتهرب من السؤال لها بنت غاية بالجمال وكانت مدللة جداً تدعى مياسة وأربعة أطفال كانوا أولاد زوجها الكبيرة صبية بعمر ال14 سنة اسمها ليلى وصبي بعمر ال12 يُدعى علي واثنان لا أتذكر أشكالهم ولا أعمارهما كانوا صغار جدا كانوا يشبهون أباهم وهو رجل أسمر وصاحب شعر مفتّل أما مياسة كانت بيضاء صافية البشرة وهبها الله ضفائر طويلة زادت من جمالها كان الشتاء قارس وليلى وعلي والصغار ينامون على غطوة خفيفة عتيقة جداً على ارض كونكريتية بالغرفة التي كانت في آخر الرِواق كان حالهم يُرثى له ..ثيابهم رثة أضلعهم تكاد تبرز من صدورهم أثر الحرمان أما مياسة فقد كانت تلبس أجمل الثياب وتعامل كأنها أميرة كانوا يحملون حقيبة المدرسة لها ذهاباً واياباً ويكتبون الواجبات لها ويعملون كل شيء كانت أم مياسة طيبة ومرحة وخفيفة ظل عندما تزورنا أما في البيت كنت أراها ظالمة متوحشة... بل إلهة القسوة مرت فترة على علاقتنا بها لا أعلم أشهر سنين ألمهم كانت تقضي أكثر أوقاتها في بيتنا وفي الفترة الأخيرة بدأت تبوح ببعض الأسرار لأُمّي دون ترتيب من ضمنها ان أخاها في السجن وإنها لا تتكلم مع أهلها و.. و........ والمهم فهمنا إن علاقتها بأهلها مقطوعة بسبب زعل حلَ بينهما وما فهمناه ايضاً أن اخاها سجن بسببها كيف لا نعلم وفي أحدى الصباحات أخبرت أمي أن اخاها خرجَ من السجن وإنها خائفة منه وبعد أيام من خروجه أتى لبيتها وصالحها ودعاها لزيارة أُمها وبقية العائلة مرت فترة طويلة على تلك الأحداث وظلمها كان يتفاقم على أولاد زوجها بشكل لا يوصف حينها انتقلنا بالسكن إلى منطقة أُخرى بعيدة بعض الشيء عن الأولى وبين إنشغال أمّي في الكثير من الترتيبات لم تزر المنطقة تلك إلى أن اخذتنا أُمّي إلى بيت أم مياسة في أحد الأيام فتحت الباب لنا ليلى وقد بدا عليها الكثير من التغيّر وقد ارتدت ثياب جميلة وصففت شعرها بطريقة متحضّرة دعتنا للدخول وعند جلوسنا شد إنتباهنا صورة ام مياسة التي طالما طرزت ذلك الحائط ولكن الغريب انها زينت بضفيرتين من الجانبين زاد من جمال الصورة وبعدما قدمت لنا واجب الضيافة حينها سألتها أُمّي أين أُمّ مياسة لا صوت لها فأخبرتنا وبكل بساطة انها توفيّت ذُهِلَتْ أمّي وأنفَجَرتْ بالبكاء وسألتها وكأنها لم تصدق الخبر كيف ومتى؟؟ أجابتها ليلى وبكل برود: ذهبت لِعرس أخيها وثاني يوم جلبوا لنا ميّاسة رموها عند الباب ورحلوا كانت بحالة سيئة تبكي وتصرخ خالي ذَبَحَ أُمّي بالخنجر أمام عيني حينها بكت أُمّي بحرارة وظلت تردد إنها كانت تعلم إنَّ نهايتها على يده ثم توقفت امي للحظة وسألتها واين مياسة الان اجابت ليلى هناك في غرفتها في آخر الرِواق نادت ليلى على مياسة لتحضر لتراها أُمّي وعند دخول مياسة وصلت أُمّي الى حالة الاعياء من هول ما حصل لها ...كانت مياسة ترتدي ثياب بالية وقد تحوّل رأسها إلى رأس صبي .
حنان الامين has not set their biography yet
By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://iraqi.dk/
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. - المقالات التي تنشر في الشبكة تعبر عن رأي الكاتب و المسؤولية القانونية تقع على عاتق كاتبها / الاتصال