يَعترف بمرارة انه يفقد شعوره بالانتماء للمجتمع.. وبات يفكر بالهجرة والعيش في بلد آخر لا بحثا عن انتماء بديل فمن يخسر مجتمعه وبلده لن يجده في مكان آخر..
إذا وجد ذلك العقل السياسي بان العراق بنك وقد وقع بأيدي لصوص.. فان يقين هذا الذي يفقد انتماءه للمجتمع أكثر جسامة وشؤما، إذ يجد أن العراق لا ينهب من اللصوص فقط بل وممن يحسبون على نخبته وأتقيائه ومعمميه وأعيانه.. وليكن هذا الأستاذ الجامعي والطبيب نموذجا معبرا عن استشراء الفساد والجشع بين غيره من الأطباء والصيادلة، وما بات معروفا وشائعا بين الناس..
لماذا العتب وصب جام الغضب على مشردين وفاشلين وسائبين على أرصفة أمريكا وأوربا ممن التقطتهم سلطة الاحتلال ومنحتهم ألقابا وعناوين وأدوارا سياسية.. في حين يتبرع حامل أرفع لقب إنساني، الطبيب، للظهور بمظهر عديم القلب والشعور والإنسانية ويدخل في مباراة مع السياسي المبتذل في تحقيق أكبر للثروات؟ هذه عيادة طبية في مركز مهم من مراكز وسط العاصمة.. تبدو مثل مؤسسة.. واجهات براقة ومدخل أنيق إلى قاعة انتظار اكبر من قاعة انتظار مستشفى.. وهناك أركان للاستعلامات وللطعام ومكبرات للصوت تخاطب المنتظرين وترشدهم.. ثم هناك قاعات أخرى وشبابيك لدفع أجور الكشف وغيرها.. والمهم.. يقتنع المراجع بأهمية المكان وانه اختار الطبيب المناسب.. إلى أن يبدأ الدفع.. دفع أجور الكشف ودفع أجور التحفيز ودفع أسعار الأدوية والتي قد تبلغ الربع مليون دينار.. ومقابل وقت الفحص الذي لا يتجاوز دقائق وجيزة.. مع الاكتشاف أن الطبيب يتواثب بين غرفتي فحص القدم السكري وفحص المفاصل والعظام وشفاء بعيد.. وهي حالة شائعة ومتفشية وبين أعلام الطب ويعرفها المسؤولون ونقابة الأطباء والصيادلة.. فكيف للمرء أن يحافظ على شعوره بالانتماء وتتوحش فيه نخبته وقدواته الإنسانية؟؟؟ وماذا يقال إزاء مشهد آخر يرفع لافتة عملاقة في منطقة أخرى تحت عنوان علاج القدم السكري.. والطبيب بلا لافتة باسمه.. بل وبلا أية إشارة إلى تحصيله العلمي وما إذا كان طبيبا أم لا.. وتحتشد عيادته بالمراجعين الذي قد يلتحقون بذاك العقل الذي ضمر انتماءه الاجتماعي..
By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://iraqi.dk/
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. - المقالات التي تنشر في الشبكة تعبر عن رأي الكاتب و المسؤولية القانونية تقع على عاتق كاتبها / الاتصال