اتسعت مساحة الفرح عندي كثيرا ، حين علمتُ ان جائزة العمود الصحفي في مسابقة يوم الاعلام العربي الذي رعته الجامعة العربية ، كان من حصة العراق عن عمود نشرته صحيفة ( الزمان ) للزميل حسن النواب ... جاء الفوز من قبل لجنة تحكيم مؤلفة من عضوية سبع دول عربية ، وتم الاعلان عن الجائزة في احتفال حضره وزراء الاعلام العرب في القاهرة ، بحضور امين عام الجامعة العربية .
تهنئتي شاسعة المدى ، مقرونة بالتبريك للزميل العزيز حسن النواب ولصحيفة " الزمان" التي كانت ، وما تزال تولي اهمية قصوى للعمود الصحفي ، ولا تخلوا صفحة من صفحاتها من عمود او اكثر ، انطلاقا من مهنيتها في تعدد الرؤى ، وتنوع الافكار .. ففي الصحافة ، تبرز حقيقة الحقائق ، رغم ان الكثيرين يحاولون تجاوزها ، عن قصد او عن جهالة ، وهي ان الادراك كلما كان عميقاً ، كان تفسيره أصعب ، وكلما تعمق الاحساس بالأشياء ، كان التحليل أقرب الى المنطق .
ليس جديداً قولي ، ان الصحفي والكاتب يشعر بفرح غامر، عندما يجد ان ما كتبه نال اهتمام جهات مهمة مثل الجامعة العربية ، ومن خلال لجنة مهنية حيادية ، ويزداد هذا الفرح حين يرى ان كتابته تمت الإشارة إليها في وكالات انباء وصحف عربية ، انه يحس ان كلماته أصبحت مثل نسمة ندى على حشائش الصباح ومروج الشمس. ...
إن الكاتب الصحفي الذي يرصف كلماته رصفا فقط في مقالته او عموده دون ان يفجر في ما كتبه حرارة التفرد والتميز ولذعة الشعور وتوهج الإحساس وعمق المعاناة ، هو أعلامي وكاتب ينظر الى الخلف ولا يعرف ما امامه .. إنه شخص سهل الانقياد الى الجاهزية في التعبير .. وتلك ليست من صفات من يشار الى كتاباتهم في مسابقات ذات ثقل نوعي ، وتنطلق افكارهم في خيالات والهة متفائلة الى مدى بلا حدود ...
وفي رأيي ان موهبة الكاتب ، تنبع من مكان عميق في ما وراء الذكاء ، وهي مسؤولة عن ومضة او قدحة الفكرة او العمود .. ومن لا يحظى بالموهبة ، فأنه يكون من الكتاب الذي يمرون امام مشهد مرحلية الزمن مرورا خجولاً ، ثم يغادرون غير مأسوف عليهم الى ضفة بعيدة عن وهج الابداع..
اكرر تهنئتي للزمان ، الجريدة ، والصديق الكاتب والشاعر المبدع حسن النواب.
By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://iraqi.dk/
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. - المقالات التي تنشر في الشبكة تعبر عن رأي الكاتب و المسؤولية القانونية تقع على عاتق كاتبها / الاتصال