عباس سليم الخفاجي
مكتب بغداد - شبكة الإعلام في الدانمارك
ورد ذكر الخيل في القرآن الكريم في كثير من الآيات ومنها ..قال تعالى ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا 0 فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا 0 فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا 0 فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ﴾العاديات (1-4). وقال تعالى..﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ﴾ الأنفال (60). وقال تعالى..﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ النحل (8) . وقد ذكرت الخيل في العديد من أقوال العرب ومنها .. ثلاثة من نعم الله.. زوجة صالحة وحصان أصيل وسيف بتار) و) ثلاثة أنواع من الخدمة لا تعيب المرء خدمته لبيته وخدمته لفرسه وخدمته لضيفه).
وقد اقترنت اغلب الفتوحات الإسلامية بالجياد الأصيلة ومما سبق ذكره وبعيدا عن السياسة وشجونها ارتأت شبكتنا أن تتجول في احد النوادي العريقة التي تعنى بالخيول وهو نادي الفروسية العراقي لتسلط الضوء على جزء مما يود القارئ الاطلاع عليه لهذا النادي وما يحويه من خيول عربية أصيلة وخيول أخرى مهجنة .
تأسس نادي الفروسية العراقي في عام 1920 وأول ميدان سباق له كان في منطقة الباب المعظم ثم انتقل إلى عدة أماكن منها بارك السعدون ومن بعدها تم نقله إلى منطقة البلديات وفي عام 1948 شيدت شركة بريطانية مساهمة مضمار السباق في المنصور واستمر العمل فيه لغاية عام 1993 وفي نهاية المطاف استقر بمنطقة العامرية في بغداد ، ومنذ تأسيس النادي وهو يدر موارد كبيرة كانت تغطي نفقات أمانة بغداد وكثير من الدوائر الخدمية التابعة لها .
يعتمد النادي بشكل رئيسي على مالكي الخيول وفي الفترة السابقة لظهور عصابات داعش كانت أكثر منطقتين ترفد النادي بالخيول هي مدينتي الموصل والانبار حتى وصل عدد الخيول العربية الأصيلة المشاركة في النادي إلى 3000 ثلاثة ألاف جواد ولم يبقى منها الآن سوى القليل ،واعتمد النادي على الخيول المستوردة والتي يبلغ عددها مابين 700- 800 جواد ،ويمتلك النادي حالياً 128 اصطبل وتتراوح مرابط الخيول في كل اصطبل مابين 11الى 36 مربط .
والخيول الموجودة الآن هي ثلاثة أنواع أ- الخيول العربية الأصيلة والتي يطلق عليها تسمية(الواهو) وهي تابعة إلى المنظمة العربية للخيول وتمتاز بتناسق الجسم والجمال والمطاولة وقارب عددها حالياً إلى 70 جواد . ب- الخيول المهجنة وهي هجين مابين الخيول العربية والخيول الأجنبية وعددها تقريباً 300 جواد . ج- الخيول المستوردة ويبلغ عددها تقريباً 400 جواد ، وبشكل عام تتراوح أسعار الخيول حالياً من مليونين دينار الى ثمانية عشر مليون وكل حسب مواصفاته .
يطلق لكل الخيول تسميات ولهذه الأسماء دلالة أما جمالية أو رمزية للمهرة أو الجواد ومنها ... الفائقة - ناعمة الأطراف - بطاح - بشير - شبعاد - العذبة - سمراء بابل - ذيب الدار - الشكرة - شجاعة - الهارب .. وغيرها الكثير
وتقدم للخيول في هذا النادي عناية خاصة أهمها الطبابة البيطرية وهي خدمة شبه مجانية لمالكي الخيول ويشرف عليها أطباء اختصاص ، ولكل جواد هنالك رقم خاص يستدل عليه ،وهذا الرقم لا يتجاوز حجمه عن 3-4 ملم يحقن للجواد في رقبته بواسطة محاقن طبية خاصة ويقرأ الرقم من خلال جهاز الكتروني ، ومن خلال هذا الرقم يستدل على الجواد من ناحية الاسم والعمر والنوعية وما شابه إضافة لكل هذا يأخذ من كل جواد أصيل خصلة من الشعر وترسل إلى مختبرات في هولندا لفحص DIN للتعرف على نسله القادم ،ويمتلك النادي سجلات أعدت لهذا الغرض ، ويقدم النادي ايضاً دورات تدريبية للفرسان وهناك لجنة خاصة لاختيار الخيالة من حيث الوزن والرشاقة والعمر .
ولهذا النادي رواد قدماء اقترنت أسمائهم بعوائلهم وهم مجموعة لمالكي الخيول ومن ابرز المالكين هم بيت النجيفي ويمتلكون تقريباً 300 من أمهات الخيول وبيت عكَاب الذين شاركوا بسباقات عالمية في أربعينات وخمسينات القرن الماضي وبيت طبرة الذين حازوا على جائزة الداربي سنة 1938 وبيت الطرفة وبيت السعيدي .
من الشجون والألم الذي لمسناه على محبي وأعضاء وإدارة النادي هي النظرة الخاطئة للمجتمع العراقي لمربي الخيول في حين ارتبطت كل السباقات العالمية ورعاة السباقات بملوك وأمراء ورؤساء الدول مثال ذلك ملكة بريطانيا وشيوخ الإمارات وكذلك في فرنسا وباقي الدول المتقدمة ،وكان لملوك العراق الباع الطويل في رعاية السباقات وتربية الخيول وللنادي صور توثق الملك غازي وهو يرفع كأس حاز عليه من خلال سباق له .
ونجد اليوم اغلب الدول العربية لديها مرابط للخيول وأشهرها في مصر والإمارات والسعودية وقطر والبحرين . وهناك شجون أخرى متمثلة بحضر العراق وحرمانه من المشاركات في السباقات العالمية نتيجة بعض الأمراض التي أصيبت بها الخيول في فترة سابقة ولعدم متابعة وزارة الزراعة والثروة الحيوانية استمر الحضر لهذا اليوم .
وللنادي جريدة رسمية تحمل اسم ( الفروسية ) ومازالت تصدر أسبوعيا وتعنى بالخيل ومربيها وتتحدث عن الإعلانات والتعليمات والمسافات والمناهج التي تجري السباقات عليها ، وكذلك للنادي موقع على صفحات التواصل الاجتماعي باسم ( سباق الخيل ) ويركز على أحداث النادي اليومية .
وفي ختام جولتنا وبطلب من الأستاذ زياد أديب الريس رئيس مجلس أدارة النادي حملنا رسالة لكل العراقيين مفادها .. ان لا ينظر المواطن لنا كسباق ومراهنات فقط بل ليعلم أننا نمتلك ثروة وطنية وبالإمكان تنميتها والاستفادة منها في حال وجود الدعم المناسب كما هو الحال في دول الخليج والبلدان المتقدمة ولنستذكر ونقرأ في التاريخ العربي والإسلامي عن تربية الخيول ومن الذين سبقونا على مر العصور بدأ من نبي الله داود عليه السلام كيف كان يمتلك الخيول الصافنات التي ترمز للقوة والشجاعة والأصالة ، وحال تغيير هذه النظرة من قبل المواطن سيكون العراق ظهيراً وفي مقدمة ركب الدول .
وفي ختام تقريرنا الصحفي نود أن نقدم الشكر والامتنان للأستاذ زياد أديب الريس رئيس مجلس أدارة النادي وزملاءه الكرام لمرافقتنا الجولة وتقديمه المعلومات التي وثقت في تقريرنا هذا .
عباس سليم الخفاجي مدير مكتب بغداد - شبكة الإعلام في الدانمارك
من ارقى التقارير التي وثقت لشبكة الاعلام في الدانمارك ولاسباب اهمها غزارة المعلومات التي دونت من اصحاب الخبرة والاختصاص في ادارة النادي ومالكي الخيول الاصيلة ، امنيتي ان ينال التقرير اعجاب القارئ والمطلع .. مع فائق تقديري
اخوكم عباس سليم الخفاجي
By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://iraqi.dk/
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. - المقالات التي تنشر في الشبكة تعبر عن رأي الكاتب و المسؤولية القانونية تقع على عاتق كاتبها / الاتصال