
مكتب بغداد - شبكة الإعلام في الدانمارك
تصوير يونس عباس
بحضور جمع من العلماء والمفكرين نظمت مؤسسة الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) وبرعاية سماحة المرجع الديني آية الله الفقيه السيد حسين السيد إسماعيل الصدر، حفل تأبيني لمناسبة الذكرى السنوية السابعة والثلاثين لاستشهاد المفكر الإسلامي الكبير رائد الوحدة الوطنية آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) ، وذلك على قاعة صدر العراق للمؤتمرات في الكاظمية المقدسة مساء يوم الثلاثاء المصادف الرابع من شهر نيسان 2017 .

واستهل الحفل التأبيني بتلاوة أية من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء العراق وعدد من القصائد والكلمات التي تُعنى بهذه المناسبة .
وفي كلمة له قال الدكتور المفكر غالب الشابندر .."يخطأ من يعتقد أن الأمن القومي العراقي هو في امن قُطر خارجي، بل إن كل دول الجوار عمق أمنها الوطني هو العراق، ولان الاسكندر المقدوني فكر جلياً بأن يمتد ملكه عبر الأرض فكانت النصيحة له أن البداية من العراق، أجسادنا هي التي حمت إيران وتركيا وسوريا والسعودية .. فعليهم أن يصرفوا أموالهم في العراق . فكل يوم نعطي عشرات الشهداء دفاعاً عن هذه الأقطار أكثر من دفاعنا عن العراق، فمن يخرج من الساسة ليتحدث إلى الإعلام ويقول نحن لم ننسى العراق ونحن ندافع عن العراق، نقول له لا نحتاج إلى دفاعك بل نحن الذين دافعنا عنك، ولو لم يكن العراق مركز العالم لما اختارت داعش العراق وكأنهم يرددون كلمة أمير المؤمنين حين قال عن العراق (انه بلد المال والرجال)" .

وانتقد الشابندر السياسيين في كلمته التي خص بها العراق .."ان نفطه وماءه وترابه وفكره وحيرته وبغداده، كلها مستهدفة من دول الجوار لكونهم لا يريدون للعراق إن يبقى عراق، وقد ساهمت القيادات السنية والشيعية والكردية في تقديم العراق إلى الآخرين وهؤلاء يجب ان يحاسبوا شعبياً. أليس العراق هو من يدافع عن العالم كله ؟ فلماذا نستجدي عطاء العالم ؟ أن العالم هو الذي يجب أن يستجدي عطائنا ".

وفي لقاء مع الدكتور جابر الجابري الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة الذي كان حاضراً في هذه المناسبة، حيث قال .."حضرنا اليوم مع سماحة السيد الفقيه حسين الصدر الذي تناول بيده جثمان الشهيد الكبير السيد محمد باقر الصدر وأخته العلوية بنت الهدى ، وهذا الرجل الذي امتحنه الله واختبره في أن يكون وريثاً لقامة السيد محمد باقر الصدر وان يكون حاملاً لجثته وأمانته وفي وضع كانت عائلة الشهيد الصدر وأسرته هدفاً سهلاً وهيناً للوحوش من أزلام النظام . ومشاركتنا اليوم بالحفل هي رسالة وتأكيد على أننا باقون وماضون على خط الشهيد الصدر والذي حضرنا بين يديه في النجف منذ أن كان محاصراً ووقفنا إلى جانبه ودفعنا بدمنا ولحمنا وإخوتنا وعائلتنا وهذه إثمان باهظة لكوننا نعرف أن الشهيد الصدر درب الحرية ومنارها والكرامة لهذا البلد ، لذلك كنا نبحث عن كرامتنا وعزتنا حتى في طريق الدم بين يديه ، واليوم آل الصدر وأسرة الصدر الكريمة والفقيه حسين إسماعيل الصدر يمثلون الامتداد الطبيعي لهذه الرحلة الطويلة ونحن معهم أيضاً حيثما اتجهت خطاهم ".

وتضمنت الاحتفال كلمة للعلامة الدكتور عمر السامرائي ذكر فيها قصة احد العلماء حيث يقول .. قاضي من قضاة بغداد هرب منها خائفاً لكثرة الفساد وهو قاضي قضاة عصره وقال قولتهُ المشهورة.. "بغداد دارٌ لآهل المال طيبةٌ وللمفاليس دار الضنك والضيقِ .. ضللتُ حيرانٌ امشي في أزقتها كأنني مصحفٌ في كف زنديقِ" ،ولقيهُ احد العارفين بالله وقال له إلى أين تخرج يا فلان؟ فقال أخشى أن يخسف الله ببغداد الأرض لكثرة المخالفات والفساد والظلم، (فقال له عد إليها والله إن في بغداد رجالاً يتصرفون في قبورهم كما يتصرف الأحياء ومنهم موسى ابن جعفر ومنهم أبو حنيفة النعمان وسيدنا داود الطائي والحبيب العجمي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين) فقال له لن أعود حتى تقول لي من أنت؟ قال أنا الخضر صاحب موسى ، فعاد القاضي أدراجه إلى بغداد.
وكلمة أخرى للشيخ حيدر النصراوي استذكر فيها هذه الذكرى وأبناء العراق الغيارى يحققون الانتصار تلو الانتصارات على تلك الطغمة الفاسدة التي قارعها محمد باقر الصدر، فذكراه هذا العام تختلف كلياً عن الأعوام السابقة لان الصدر يحتفل مع محبيه ومريديه بانتصارات قواتنا المسلحة ورجال الحشد الشعبي على أعداء الله والإنسانية ويبشر محبيه أنهم الفائزون والخالدون لكونهم يبذلون اعز ما يملكون لنصرة الإنسان.

وقد حضر الحفل التأبيني عدد كبير من الأساتذة والمفكرين والعلماء وعدد من مسؤولي الدولة والنقابات والاتحادات ومن ضمنهم الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني، وختم بتوزيع عدد من المطبوعات التي ألفها المفكر الإسلامي الكبير رائد الوحدة الوطنية آية الله العظمى الشهيد محمد باقر الصدر (قُدس سِره).


