بسم الله الرحمن الرحيم
في الوقت الذي يكفل فيه الدستور العراقي الحرية الإعلامية والصحفية لكل مواطن ويضمن له الحق في مزاولة أعماله الصحفية والإعلامية بما يتوافق مع ما جاء في المادة 38 الفقرة الثانية من الدستور ..
يتعرض اليوم إعلاميو وصحفيو محافظة كربلاء إلى شتى أنواع المضايقات والاعتداءات والتهديدات بالقتل أو الاعتقال وما شابه من الأساليب التعسفية والقمعية التي يهدف من وراءها البعض إلى القفز على ما نص عليه الدستور .
ففي وقت ليس ببعيد تعرض الزميل حيدر هادي مدير مكتب قناة NRT عربية في كربلاء إلى اعتداءين متتاليين في شهر واحد، كان أولهما تعرضه لمحاولة قتل من قبل احد أفراد الشرطة المسؤولة عن حماية مجلس المحافظة، مما دعا الزميل حيدر لإقامة دعوة قضائية على المعتدي، ليتبعه اعتداء أخر من قبل بعض أفراد الشرطة المحلية في كربلاء حين مزاولته بتغطيته الإعلامية وبكل شفافية وحيادية وينقل للعالم رفع مجموعة تجاوزات قامت الشرطة المحلية بإزالتها وبأسلوب لا يمُت للقيم والأخلاق المعهودة بأفراد قواتنا الأمنية البطلة، مما دعا البعض منهم اعتقاله وسحب هاتفه النقال وحذف مجمل ما جاء فيه من توثيق لتلك الأساليب التي استخدمت في رفع التجاوزات .
ولم يردع هؤلاء أي قانون ليتبع ذلك اعتداء أخر على الزميل وليد الصالحي مراسل قناة التغيير الفضائية في كربلاء من قبل بعض أفراد الشرطة المحلية المسؤولة عن حماية مجلس المحافظة حتى وصل الأمر أن يمنع الزميل الصالحي من دخول مجلس محافظة كربلاء ولأسباب غير معلومة !.
ولم تمر إلا أيام وإذا بنا نفاجئ بأسلوب أخر اقبل عليه مجلس محافظة كربلاء في رفع دعوة قضائية على الزميل جمال الشهرستاني مسؤول قسم الإعلام في العتبة الحسينية المقدسة على خلفية تصريحاته وانتقاده لمجلس محافظة كربلاء وفشله وسوء الخدمات التي يعاني أبناء المحافظة منها .
ومن ثم رفع دعوة أخرى بحق الزميل الشهرستاني، واتهامه بعدد من التهم على خلفية تصريحاته الرافضة أن تكون كربلاء محط رحال للفاسدين والمنتفعين على حساب أبناءها البررة .
ويتبع تلك الأحداث تجاوز احد أفراد القوات الأمنية التابعة للمحافظة على مصور قناة الغدير والذي قام الأول بالتهجم عليه باليد ومنعه من الدخول لمديرية مكافحة الإجرام لعمل رسمي، يرافق تلك الاعتداءات عدد من التهديدات المجهولة التي تصل إلى الإعلاميين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكان آخرها تعرض الزميل الإعلامي والكاتب محمود دخيل من اعتداء بالألفاظ النابية على خلفية ظهوره ضيفا في احد البرامج السياسية على قناة NRT عربية والذي تحدث فيه لبعض من معاناة المواطنين إلى جانب ما تعانيه مدينة كربلاء من تردي في الواقع الصحي والخدمي.
وعلى غرار ذلك نهيب بجميع الزملاء الصحفيين والإعلاميين سيما نقابة الصحفيين العراقيين وجميع الاتحادات والمؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية إلى إبداء موقفها مما يتعرض له زملاءهم في كربلاء خلال تغطياتهم ونقلهم لمعاناة أبناء مدينتهم بكل شفافية وحيادية وبما يتوافق مع الحرية التي يمنحها الدستور العراقي لهم .
وفي الوقت ذاته نعلن شجبنا واستنكارنا لكل تلك الأفعال والأساليب التي تطال جميع الزملاء الإعلاميين في كربلاء، مطالبين الجهات المسؤولة بتوفير الحماية الكاملة لهم.
أملين من جميع المؤسسات الإعلامية والصحفية الإسراع في عقد مؤتمر إعلامي موسع للخروج ببيان آخر موحد للرأي العام لضمان وحدة الرؤى والمواقف الإعلامية حول تلك الأساليب التعسفية .