
مكتب بغداد - شبكة الإعلام في الدانمارك
نظم مركز الدراسات والبحوث في وزارة الثقافة العراقية محاضرة بعنوان (التجربة الشخصية في مجال الرواية) استضاف بها الروائي والقاص عبد الرحمن مجيد الربيعي على قاعة عشتار في مقر الوزارة صباح اليوم الثلاثاء التاسع من ايار2017.
ويعد الربيعي رمزٌ كبيرٌ من رموزِ الثقافةِ والأدب والإبداع العراقي والعربي، ورصيدهُ أكثر من خمسينَ كتاباً في القصّةِ القصيرة والرواية والشعرِ والنقدِ.
وتضمنت المحاضرة التي أدارها الدكتور سعد ياسين يوسف كلمة ترحيبية ألقاها الدكتور شفيق المهدي اثنا فيها على الدور البارز والكبير للضيف في إحياء الثقافة العراقية.
وعن هذه الندوة قال الدكتور رياض محمد كاظم مدير مركز الدراسات والبحوث في وزارة الثقافة .. "دأب مركزنا وضمن سلسلة الندوات الشهرية التي يعقدها على استضافة احد رموز الثقافة، ومحاضرة اليوم تسلط الضوء على التجربة الشخصية في مجال الرواية للأستاذ الباحث القدير عبد الرحمن الربيعي".
وبدأ الضيف الدكتور عبد الرحمن مجيد الربيعي بسرد واسع لتجربته الثقافية في مجال كتابة القصة، وعن رواية الوشم التي أجاد كتابتها قال.. "رواية الوشم أحدثت هزة كبيرة في الأوساط الثقافية، وتتحدث عن بداية روايات السجن السياسي، ومحورها الأساسي سرد موسع لأحداث ثورة 1968 وما رافقها من زج الكثير من المثقفين على أساس انتمائهم للحزب الشيوعي، ولكوني واحد منهم ومعايشتي للذين اعتقلوا معي كتبتها، وتدور أحداثها في إسطبل للشرطة الخيالة وحولوه إلى سجن لنا".
وقد روى الربيعي للحضور المتمثل بنخبة من المثقفين مسيرته الطويلة في مجال كتابة القصة مستذكراً روايته الطويلة (نحيب الرافدين) التي تقع في 700 صفحة، وقد كُتب عن معاناة الناس البسطاء بعيداً عن ما يكتبه روائيي النظام السابق في ثمانينات القرن العشرين، وروى عن امرأة فقدت أبنها وأخرى معتوهة وغيرها من مشاهداته.
وعن سؤاله .. ماذا تعني لك المرأة قال .."المرأة لي هي الوطن ودائماً حاضرة في كتاباتي المحتشمة وخاصة وضع المرأة في الجنوب لكونها تمثل الرمز".
وعن نشأته قال .. أنا من مدينة الناصرية وهي مدينة لا تعرف سوى الشعر والشعراء ولم يكن هناك قصاص في المدينة وكنت الوحيد بينهم وكأنني نشاز ومع ذلك حاولت أن أكتب الشعر ولي قصائد في النثر كتبتها ونشرت بعض منها.
وكانت لمداخلات الحاضرين أثراء في المعلومات التي غابت عن البعض ومنها مداخلة الأديبة بشرى الهلالي ومداخلة الدكتور علي شمخي والشاعرة الدكتورة سلامة الصالحي والدكتورة بيان العريّض والدكتور أكرم فرج وعدد أخر من المثقفين.
ونيابة عن الدكتور جابر الجابري الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة قدمت السيدة جنان الخفاجي باقة ورد احتفاء وتكريم بالضيف حيث قالت .."لم أكن أتصور أن الزمن سيمر سريعاً ولم يخطر في خلدي أني سأكرم الدكتور عبد الرحمن مجيد الربيعي هذا الرمز وهذه القامة العراقية الشامخة حيث عملت معه سكرتيرة خاصة قبل 27 عام، حينما كان يشغل منصب مدير عام دائرة الإعلام الخارجي في وزارة الثقافة والإعلام".
يذكر أن سيرته الإبداعية تقول : إنه كاتب وفنان تشكيلي ولد سنة ٣٩ في الناصرية جنوب العراق، درس الرسم وتخرج من معهد الفنون الجميلة وكلية الفنون الجميلة ببغداد، بدأ النشر في الصحف العراقية والعربية وعمل مديرا للمركز الثقافي العراقي في كل من بيروت وتونس وهو عضو هيئة تحرير مجلة الحياة الثقافية التي تصدرها وزارة الثقافة التونسية. ومن مؤلفاته السيف والسفينة - الظل في الرأس - وجوه من رحلة التعب - المواسم الأخرى - الوشم - القمر والأسوار وأخرجت بشكل فلم روائي عنوانه الأسوار.
إضافة إلى ذاكرة المدينة - الأفواه - الوكر- خطوط الطول خطوط العرض - صولة في ميدان قاحل.. قصص - حدث هذا في ليلة تونسية - مختارات قصصية - امرأة من هنا رجل من هناك - الأنهار.
وسيرته تطول وله العديد من المنجزات التي ينظر لها العالم العربي وكل المبدعين نظرة اهتمام وتبجيل، وشخوص رواياته وقصصه هي في الغالب من الوجوه المسحوقة أو المغادرة إلى المنافي.