جلست تكتب بعض الاقتباسات عن اخر كتاب قرأته للدكتور (وين دبيلو داير) بعنوان ( THE POWER INTENTION) " قوة العزيمة" الذي يتحدث فيه الدكتور عن كيف تحقق ذاتك رغم ما يحيطك من عوائق فتكتب بعض من الكلمات التي توقفت عندها اثناء المطالعة بدفترها الذي عنونته "حروف واقفة" كتبت بعد مختصر عن الكاتب ما نصه بأحد السطور " لن تستطيع ان تحل أي مشكلة بان تشتكي منها" وأخرى " ان مجال العزيمة هو الأصل الذي نبعنا منه جميعا، انت وانا وكل شخص اخر بل الحياة باسرها" في تلك اللحظات احست بوجود ذاتها الفوضوية التي تصر على ترتيبها بشكل او باخر. فبادرتها بسؤال تهكمي ـ ما الذي حدث لتشرفينا بزيارتك الانيقة...؟ كانت ذاتها واقفة ببراءة كعادتها عند رفوف المكتبة التي وضعت كتبها بعبثية فوق بعضها فأجابتها ـ لو لم ترغبي بزيارتي يا عزيزتي لما كنت واقفة امامك الان. ردت عليها باختصار ـ مجنونة هنا تعالت ضحكات الذات ببراءة كأنها لم تضحك منذ اشهر وقالت ـ تعلمين اني اعشق هذه الكلمة لكن منه فقط، تبدوا ساحرة جدا حين يلفظها هو. سألتها ـ لم انت غارقة به الى هذه الدرجة؟ تجاهلت سؤالها مكملة حديثها بشيء من الشجن ـ لكنك بكل غباء وضعته بخانة الأصدقاء غير ابهة بما سيحدث لي... لم تصرين على دفني مواريه التراب علّي بكل جزع..؟ ـ لم يكن مناسبا من البداية... فكري بواقعية يا بلهاء انت لم تحبيه مطلقا كما لم تحبي غيره، جعلتيه صورة لك على قياسك نسخة أخرى وبعدها عشقته او بالأحرى عشقتي نفسك للمرة الخامسة. ـ لا... هناك شيء ما غريب فيه لم يكن يشبهه أحد رغم ضمور أحلامه ورغم سكونه القاتل الا ان هناك شيء لم أصل له بعد لم أستطع ان اغيره او حتى ان اكشفه رغم اني قد تسربت فيه لدرجة لا يستطيع حتى هو نزعي عنه. ـ اذا ما فعلته كان صائبا. ـ ليس تماماً ... انت تصرين على قتل العاطفة لتسمي بفكرك لتصلي لسماء لا يصلها احد... الن تخشي من الوحدة بعدها لم كل هذه الأحلام؟ اجابتها وقد ادارت وجهها للجانب الاخر ـ لأني لم أرى يوما سقف لأحلامي ، ولا حدا لفكري هناك دوما حرف لم اصل له بعد معلومة جديدة يجب ان اغتالها يجب ان تدخل صندوقي حتى تالفها حياتي وتكون شيء مني. في ذلك الوقت كانت الذات الأخرى ترقص كمن اسكره الألم ترقص بعبثية وهستيرية فتتخبط بالجدران وكأنها تتخبط بكلماتها التي تحسستها فوخزتها الحروف وقطعها سيل الغبن الاحق بها فوقفت امامها صارخة ـ تباً لك ... هل ترغبين بالغائي من وجودك؟ الم تفطر المرأة على العاطفة اليست جزئها الأكبر..؟ من تكوني بحق السماء لتعبثي كما يحلو لك... اليست العاطفة ما يميزنا وما يساعدنا لنواصل الحياة لم تخرقين القوانين وتناقضين الكائنات...؟ قاطعتها وقد تهدج صوتها من فرط الوجع ـ هل اذكرك، اين تعيشين وباي مجتمع حيث الكل يستغل تكوينك الانثوي حيث الكل ينظر لك انك انثى اذن انت جميلة وتبعا لها اذن له الحق بك، له ان يشاطرك كل شيء ان يستغلك ويرميك وكأنك لم تكوني، الم يخدعوك بسيل كلماتهم لتتعاطفي فيأخذون ما يبغون حتى لو كانت كلمة، الكل جشع من حولك الكل يريدك انثى فقط بشكل او باخر، كلهم تناسوا انك انسان الم يلوحوا امامك بكلماتهم النابية انت انثى اذن انت ضعيفة اذن انت محتاجة اذن انت لن تصلي للكمال الذي وصلوا له واي كمال بأفكارهم التي لا تتعدى تكوينهم الذاتي، من منهم ابرز انه كامل او فقط استحق منصب القيومة وحقق نجاح كما الذي يأمله الرب منهم. ـ ولكن... ـ توقفي عن كونك لوح جامد اكسري حاجز الصمت ازيلي ما يحيطك من ضباب، صدقيني الخيوط التي تلفك انت من نسجها كفي عن كونك شرنقة ولا تكوني كغيوتن الذي ابتدع مقصلة الإعدام واعدم بها، انت اكثر من كونك انثى فقط فاثبتي لهم ذلك.