مايشهد الوطن العربي من صراعات وحروب داخلية طاحنة في أكثر من قطر ودولة
لم يكون محض الصدفة وإنما هو نتيجة طبيعية لتلك التربيات الخاطئة المغلوطة على أفكار الغلو والتطرف المذهبية والطائفية والحزبية والمناطقية والسلالية والأسرية
والتي كان لأعداء هذه الأمة العربية ضلع كبير في دعمها وتغذيتها وخلقها في أوساط المجتمعات العربية أن لم يكون بشكل مباشر فبشكلآ غير مباشر
من خلال عملائهم الخونة لأوطانهم والذين صاروا يدآ من أياديهم لتنفيذ اجنداتهم ومخططاتهم التآمرية في زرع الشقاق والنفاق وخلق العداوة والبغضاء والتي تتولد عنها احقاد تصير متوارثة تتوارثها اجيال الأمة ومجتمعات شعوب الدول العربية
ومما يؤدي إلى خلق الصراعات وإثارة الفتن وإشعال نيران الحروب الداخلية
كل هذا صار مع الأسف موجود وموجود بالفعل في معظم مجتمعات دولنا العربية والصفة الغالبة العظمى والتي تطغى على المجتمع العربي برمته داخل كل دولة وقطر عربي هي صفة توارث الأحقاد والصراعات والحروب الداخلية فيما بين أفراد وجماعات طبقات المجتمع
وهذا هو الحاصل بالفعل في وقتنا الحاضر داخل معظم مجتمعات الدول العربية ومازالت تمارس عمليات التربيات والتعبئات الخاطئة المتطرفة والمتعصبة لمذهب أو لحزب أو لسلالة والتي معها تخلق ثقافة العداوة والبعضاء والكراهية فيما بين أفراد وجماعات المجتمع العربي داخل الدولة والقطر العربي الواحد
خلق ثقافة العداء هي البارزة في وقتنا الحاضر هي أصبحت المؤشر الخطير على بناء عقول الأجيال بالحاضر وبالمستقبل وهي مؤشرآ خطير أيضاً على أمن واستقرار الاوطان من الداخل ما لم يكون هناك البناء السليم لعقول الأجيال فأنه لن يكون معها البناء للأوطان طالما وان العقول لم يتم بناؤها البناء السليم وسيكون من ذلك يتولد الخطر الاشد خطورة على الأوطان وستتحول الى معول هدم بدل من معول بناء
هنا تأتي الخطورة على الأوطان ليست من الخارج بالغزو والاحتلال والاستعمار بل من هدم العقول وعدم بناؤها البناء السليم
هذا هي الخطورة الاشد فتكآ بالأوطان والتي معها ستخلق الصراعات والحروب في المستقبل العاجل داخل كل دولة وقطر عربي على حدة أن لم يتم تدارك مثل هذا الأمر تفاقم وقوعه أكثر مما هو عليه واقع الان
ماتشهده كثير من البلدان والدول العربية من صراعات وحروب داخلية في الوقت الحاضر خير دليل وخير شاهد نتيجة لماذا نتيجة لتلك التعبئات والثقافات زرعت وغرست منذ أزمنة غير قريبة وقريبة والتي صارت تعبأ فيها عقول الأجيال تعبئة غير سليمة من قبل الكثير من القوى والجماعات والاحزاب والمذاهب والطوائف .
مثل هذه الثقافات والتعبئات الفكرية المتشددة والمتطرفة هي عامل هدم للأوطان وليس عامل بناء للأوطان
فمايحدث في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرهن من باقي الدول العربية خير دليلآ على صدق مانقول ومانتوقع حدوثه اكثر واكثر ضراوة مما هو صار حاصل بالفعل .
الأوطان لاتبنى بأفكار التطرف والغلو والتشدد المذهبي والطائفي والحزبي
الأوطان تبنى ببناء عقول الاجيال على الاخوة والمحبة والتسامح والاعتدال والوسطية وقبول الرأي والرأي الآخر والقبول بالتعايش السلمي فيما بين افراد وجماعات المجمتع داخل كل دولة عربية
حيث وان الأوطان تتسع لجميع أبناء الشعوب على مختلف جنسياتهم واعراقهم ودياناتهم وألوانهم
وحق التعايش السلمي على الأوطان كفلة تشريعات كل الديانات السماوية
وهذا هو القبول بالآخر رغم الاختلافات في الفكر والمذهب والديانة والانتماء الحزبي والطائفي والقبلي والأسرى
المهم أن الجميع متعايشين على الأرض الواحدة والعلاقات التي تربط أفراد المجتمع هي تبادل المنفعة والتكامل وكل يكمل الآخر ويغلب على الحياة المجتمعية الإنسانية التراحم والمحبة والتسامح والقبول بالآخر في التعايش السلمي وعلى مبدأ التكامل وتبادل المنفعة وعلى مبدأ لاضرر ولاضرار يكون التعايش السلمي ويعم الأمن والأستقرار في كل الأوطان ببناء العقول البناء السليم .
اكتب رسالة...