
معهد الآثار الألماني يعمل على إجراء الحفريات والدراسات في مدن العراق القديمة كالحيرة والوركاء
معهد الآثار تأسس عام 1829، وافتتح فرع بغداد عام 1955 وهو لا يزال يقدم الخبرات والكتب والدعم الكامل للعراق ويقدم الدعم للمدن المحررة من الارهاب وخصوصا الموصل
لدينا تعاون كبير مع وزارة الثقافة والهيأة العامة للاثار والتراث وعدد من الجامعات في تطوير وتنمية علم الاثار
المعهد ومتحف الفن الإسلامي قاما بمسح اثاري في الحيرة وعثرنا على دلائل جديدة لمعالم لم تكتشف بعد وسنقوم بإلتنقيبات في نقاط محددة
برلين : حيدر حسين الجنابي
ترجم بعض النصوص : الدكتور إبراهيم سلمان
تعمل جمهورية المانيا الاتحادية على دعم الشرق بمختلف البرامج الثقافية والانسانية ، وتمد جسور التواصل لتربط بين الحضارات ، وقد علمت المانيا جاهدة لعناية والاهتمام بتاريخ الشعوب والحضارات وخصوصا حضارة بلاد الرافدين .
ومن اجل التعرف على الدعم وما تقدمه المانيا من جهود كبيرة في مجال التنقيبات الاثرية ودراسة المدن القديمة ، كان لشبكة الاعلام في الدنمارك لقاءا مهما مع مدير قسم الشرق في معهد الآثار الألماني البروفيسورة الدكتورة ماكريت فان اس من اجل ان يتعرف العراقيين على هذه الجهود وما استعرضته من خلال محطات مهمة اهم الاعمال والجهود التي قدمها هذا البلد الاوربي للحفاظ على المدن الاثرية ودراستها واجراء المسوحات عليها .
من هو معهد الآثار الألماني ؟
هو أحد الجهات العلمية التي تندرج تحت وزارة الخارجية الألمانية باعتبارها مؤسسة اتحادية تخص الدولة ،وقد تأسس عام 1829 م ،ويعمل فيه نحو 120 عالماً و يرأس المعهد رئيسا ينوب عنه أمينا عاما يقوم بمساعدته في الشئون العلمية والسياسية، وللادارات واللجان المختلفة مديرين يشكلون المجلس التنفيذي للمعهد إلى جانب الرئيس والأمين العام .
والمعهد الذي يقع مركزه الرئيسي في برلين وله العديد من اللجان والفروع في داخل وخارج ألمانيا يقوم بإجراء الحفريات والبحوث الأثرية وكثير من المشروعات الأخرى كما يعني بالتواصل مع العلماء على مستوى العالم ويشجع العلماء الشبان ويقيم مؤتمرات علمية وحلقات دراسية .
- متى افتتح فرع العراق ؟
افتتح المعهد الألماني للآثار فرعه في العاصمة بغداد عام 1955، وبدأ بالتعاون مع جامعة بغداد وكانت المحاضرات تلقى في مبنى المعهد الذي كان اسمه انذاك ب(معهد الدراسات الشرقية القديمة) .
وظل المعهد مفتوحا منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي وحتى في ايام الحرب والحصار ولكنه اقتصر على تبادل الكتب من اجل التواصل بين علماء الاثار وجامعة بغداد .
ولكن ما مر به العراق من مشاكل جعل المانيا تتحرك لمساعدته وخصوصا بعد مشاهدة المعهد الألماني للآثار لصور الاثار والمتاحف المنهوبة والمكتبات المحروقة ، فسارعت وزارة الخارجية الالمانية لتشكيل فريقا لمشروع " كتب من أجل العراق " وقررجمع عشرة الاف كتاب لإرجاع المكتبة الألمانية في جامعة بغداد ، وجمع الحوليات التي تختص علما الآثار واللغة في الشرق القديم وتبرع بالكتب مجموعة من الأشخاص والمؤسسات والجامعات كمعهد الأثار، والهيئة الألمانية لشؤون الشرق ، ومتحف شؤون آسيا ، والمتحف الرئيسي للدراسات الجرمانية والرومانية بمدينة ماينز، وجامعات برلين الحرة وهومبولت برلين وغوتنغن ولايبزغ ولودفيج ماكسميلين بميونخ .
ما هي نشاطات المعهد في العالم العربي والإسلامي ؟
يقوم المعهد منذ بدء عمله بأبحاث كثيرة كما يقوم بعدة بعثات للتنقيب عن الآثار في مختلف البلاد ونذكر منها هنا نشاطه في البلاد العربية والإسلامية.
ويقوم معهد الاثار بالتنقيب في بلدان عديدة منها أفغانستان ، مصر ، الجزائر، البوسنة ، العراق ،إيران ، اليمن ، الأردن وكازاخستان ، لبنان ، المغرب ، عمان ، باكستان ، السودان، سوريا ، تونس ، تركيا وأوزبكستان .
هل لديكم مشاريع في اماكن أثرية داخل العراق ؟
نحن كمعهد اثأر نهتم باغلب المواقع الاثرية في العراق ولدينا تعاون كبير مع وزارة الثقافة والهيأة العامة للاثار والتراث وعدد من الجامعات ، ولا نعمل فقط في مدينة واحدة ، وإنما نعمل أيضا في مشروع تقليدي قديم في مدينة الوركاء الواقعة في محافظة السماوة ، كما يقوم المعهد بالعمل في مناطق ونشاطات اخرى في اربيل والسليمانية ومناطق متفرقة ،ومؤخرا قدم المعهد دعما الى مدينة الموصل ضمن اطار دعم المدن المحررة من الارهاب .
ما هو برنامجكم حول مدينة الحيرة العراقية ؟
الحيرة مدينة اثرية هامة جدا ، ولقد قمنا بعقد ورشة عمل دولية عنها في برلين ، وقمنا بدعوة علماء اثأر من اختصاصات مختلفة ، من بريطانيا وايطاليا وفرنسا والعراق اضافة الى المانيا ، وقدم المشاركون مساهمات عديدة تخص فن العمارة والفخار والمستوطنات الحضرية واللقى والزخارف الجصية وتاثيرها في المدن وغيرها ، فكل هذه المساهمات أكدت على أهمية المدينة والحفاظ عليها .
هل هناك جديد في المسوحات الاثرية في الحيرة ؟
نحن كمعهد لدينا تعامل مع متحف الفن الإسلامي المتمثل بالدكتورة مارتينا مولفينا وقمنا بتنفيذ مسح اثاري في المدينة ، ووفق هذا المسح فقد عثرنا على دلائل كثيرة وجديدة ومعالم لمدينة الحيرة لم تكتشف بعد ، وعلى ضوء هذه الاكتشافات فننا نقوم بإجراء تنقيبات في نقاط محددة من هذه المدينة .
