
ها نحن نطرح بين يديكم موضوع لقاء ( في بيتنا شاعر) لكي يتسنى للجميع طرح الأسئلة على ضيفنا والتعرف عليه أكثر.
ونترككم مع هذا اللقاء بحوار الشيق والممتع مع الشاعر ( عبد الأمير ألشمري) من العراق والذي استطاع أن يثبت تواجده في الحضور الملفت والمبدع في مجال الأدب الشعري.
في بيتنا شاعر
إنّ الحديث عن البدايات عن الشاعر طويل لا ينتهي وربما الأمر احتاج إلى رواية لشّعر ، وموهبة الشاعر قبل كلّ شيء ، ثمّ تمرّن هذه الموهبة حتى تصقل، وتظلّ على قيد الحياة ، فكثير من المواهب ضحلة أو خلّبيّة ، وما استمرارها في الكتابة إلّا عزف نشاز، وإزعاج للذائقة السليمة.
وقد نجد الشّاعر الموهوب نفسه قد يقع في مطبّات، فيتراجع عن مستواه العالي، ونادرون من يستمرّون حتى النهاية، كما هو الحال لدى الشاعر عبد الامير الشمري الذي لم يكرّر نفسه، ولن يتكرّر.
وحواري اليوم نبذة مختصرة عن سيرة ذاتية ثم طرح مجموعة من اسئلة بموضوع (في بيتنا شاعر) معكم :
1- متى اكتشفت موهبتك الشعرية ؟ وهل كان للظّروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة ؟
• منذ كنت طالبا في المتوسطة كتبت خواطر عابرة من جراء حبي للمطالعة ونمت بتصاعد وفي السنة الاولى هندسة وضعت اللمحات الأولى لكتابي النمل من عام 1964 وانتهى في عام 1984
وكذلك القصائد النثرية اكتبها بين فترة واخري لكن بمسلفات بعيدة لأني كنت مركزا على الكتابة اكثر.
2 - يقال أن بعض الشعراء يكتبون قصائدهم وأن البعض الآخر تكتبه القصيدة فمن أي الشعراء أنت وكيف تولد القصيدة لديك ؟
• القصيدة عندي مزيجا من تظافر الرؤيا وانعكاساته والاحساس له الميدان الاكبر في ظهور المنتج بصورته النقية والقصيدة لا ترتبط عندي بزمن وانما تلقائي عندما تفوح قريحتي وهي المحور الرئيسي في رسم الصورة المعبرة وذات الاعتبار والابداع النفسي جزء مكمل لرسم الصورة الشعرية .
3- ما أحبّ دواوينك إلى قلبك ؟
• كل ما كتبته يشكل عندي البداية في فهم تراجيدية الواقع وله موقع في ذاتي لكن ديواني الغربة و البحر عندي النقلة النوعية حيث استطعت ان اقارن مع ذاتي في ما اكتبه في الغربة وانا بعيد عن ما يجري في وطني من احداث وما عشته من واقع في وطني كان يعيش حالة من التغير الكلي لان المعاناة هي التي تسطر الحقائق خلافا لما نسمعه لكن تحصيل الحاصل اشعر بال الراحة النوعية تجاه لكل ما كتبته.
4 - أيّ أصناف الشّعر الأقرب الى روحك ؟
• القصيدة النثرية هي الاكثر قبولا او ما يسمى بالشعر الحر
مع اعتزازي الكبير للقصيدة العمودية ولو لي محاولات ان اكتب التفعيلة في بعض الاحيان .
5- ما هي مقاييس القصيدة الناجحة ؟ ومن برأيك الحكم الحقيقيّ لنجاح القصيدة؟
• الصورة الشعرية والموضوع بجمل بسيطة يفهمها المتلقي هي الاساس
الجمهور من متذوقي الشعر
6- ما مكان المرأة ومكانتها في أشعارك
• المرأة عندي هي الزهرة التي لا تغيب الشمس عنها .
7- ما رأي الشاعر بالمسابقات الشعرية وما مدى نزاهة لجان التحكيم ؟
• ليس اي طموح في المسابقات الشعرية
والاجواء الحالية لا مكان للنزاهة
8- كثيرون كتبوا الشّعر ونظموا القوافي، لكن هذا ليس بأمر كافٍ لولادة شاعر، من هو الشّاعر برأيك؟ وهل يولد الإنسان شاعراً ؟ أم أنّ المثابرة على النّهل من بحر الشّعر تصنع شاعراً ؟
• الشعر موهبة واداتها الفهم المتواصل والجمهور هو من يحكم في النهاية .
9- همسة في أذن الشعراء على كثرتهم ؟
• كلهم حلويين اذا تخلوا عن الانا الكبيرة
10- رسالة شعرية تريد أن تقولها للقارئ العربي ؟
• الشعر موهبة الخالق عليك تجسيدها مع تطلعات شعبك .
11- ما هو الباب الذي تفتحه القصيدة لك سريعًا عند لقائك بها في مُنحدر اللغة ، وللشاعر في أبوابه أسرار وألغاز ؟
• اللغة العربية اصالة المنطق الحفاظ عليها وتطويرها اساس المعرفة هي الدليل الاوفر قيمة .
12- هل تؤمن بأن الشعر قادر على تغيير العالم إلى ما هو أنقى وأصفى في ظل السلم والسلام بعيدًا عن الحروب وقتل الأبرياء والشيوخ والنساء والأطفال ؟
• ليس الشعر وحده على تغيير العالم ولكن احدى ادواته اما التغيير الحقيقي هو البناء الذي يرتكز على اسس وطنية ذات معايير عالية الدقة وبمفاهيم متحضرة تضع الانسان في موقع الصح ونبذ العنف بكل أشكاله .
التسلط والتهميش والاقصاء والعيش المشترك والسلم الاهلي وتناول السلطة بشكل سلمي و بناء نظام معرفي يساهم اولا في بناء المرتكزات الاساسية للإنسان بوعي ديمقراطي سليم .
13- القصيدة رسالة مفتوحة للعالم، وأنت تكتب هل تُفكر في القارئ؟
• القارئ هو المرتكز الاساسي في كل ما نكتبه ونؤجج فيه كل صراعات الملحمة في دوافعه النفسية لكي يستطيع ان يكون اداة تغيير حقيقي .
14- النقد يهدف لإضاءة العمل الإبداعي، كيف تنظر للعلاقة القائمة بين القصيدة والنقد في مشهدنا الشعري الراهن؟
• النقد بمفهومه الجدلي هو الدلالة المعرفية ذات قيمة تزيد من بناء اللحمة بين الكاتب والمتلقي بعيدا عن السفسطة الغير مجدية ، لكن لا يوجد نقد حاليا يرتقي الى الوعي المطلوب .
15- بين السياسي والثقافي صداقة قديمة، هل تنجو القصيدة غالبًا من هذه الثنائية؟
• الثقاف هي الجامعة لكل نشاطات المجتمع ولأتوجد
فواصل بينهما لا يوجد سياسي لا يمتلك ثقافة والقصيدة هي المعبرة وهي الجامعة
16- وأنا بدوري ومن متابعين صفحتي المتواضعة لا يسعني إلا أن أشكر الشاعر عبد الامير الشمري فلك مني جزيل الشكر والتقدير على إتاحة الفرصة لي بلقائه وعلى إثراء الصفحة بإجاباته الممتعة ونتمنى أن يكون هذا اللقاء بصمة مشرقة في حياتك الشعرية .
• لا يسعني الا ان اقدم جزيل شكري وامتناني لشخصك الكريم ولطابعك المميز والنادر ولي وطيد الامل ان احظى باحترامك لي واتاحاة الفرصة لتعزيز هذا المشهد الذي يمثل النقاوة الناصعة لفهم جدلية الحيلة بكل منظورها الخاص والعام اخيرا اهدي تحياتي القلبية الى اختي التي لم تلدها امي وانما ولدتها الروابط الاخوية لاسيما نحن في وطن واحد اسمه العراق برافديه وجباله واهواره وبأطياف شعبه .