عندما نتكلم عن امريكا ووجودها في منطقة الشرق الأوسط عامة والعراق خاصة يجب ان نذكر بعض العوامل التي ساعدت على هذا التواجد ، منها خيانة وعمالة بعض زعماء الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي ، احتواء المنطقة على اكبر خزين اقتصادي ستراتيجي يسيل له ألعاب ، ما تتميز به المنطقة من موقع مهم وحيوي عسكريا، واخيرا وجود الكيان الصهيوني في المنطقة.
شهدت المنطقة عامة والعراق خاصة خلال فترة الأشهر الأخيرة من سنة ٢٠١٩ من عدم الاستقرار فهناك تشاحن امريكي كوري شمالي وتشاحن امريكي صيني وأمريكي روسي وأمريكي فنزويلي وأمريكي كوبي الخ.... وأكثرها شدة وخطورة التشاحن الامريكي الايراني ومحاولة امريكا السيطرة على المنطقة والمنافذ التجارية المهمة بالقوة مما أدى ازمات خطرة وصلت اخيرا على مقربة من التصادم العسكري.
عاش العراق خلال هذه الفترة بحالة من التوتر الامني وعدم الاستقرار ومنذ بداية انطلاق تظاهرات ١اكتوبر ورغم البداية السلمية للتظاهرات وما رافقها بعد فترة وجيزة من عمليات قتل وجرح للمتظاهرين والقوات الامنية و دخول اجندات خارجية على خط التظاهرات متمثلة بدول إقليمية ودولية حرفتها عن مسارها لتلتهب الأوضاع باغلب محافظات العراق تقريبا وشهدت ما شهدت من أعمال عنف وحرق وتخريب لاتمت الى السلمية باي شكل من الأشكال .
وكان مترافقا مع هذه الاحداث موتمرات ومؤامرات تعقد بين بعض دول الخليج متمثلة بالإمارات والسعودية من جهة وإسرائيل وأمريكا من جهة اخرى ، وكان الحث من قبل دول الخليج واسراءيل على إذن امريكا لضرب ايران لا ينقطع وكانت هناك اجتماعات على مستوى جنرالات اسرائليين وأمريكيين تعقد لبحث كيفية ضرب ايران ، ونتيجة لهذه الضغوط الكبيرة والشديدة استجابت امريكا متمثلة بالأرعن ترامب لرغبات حلفائها واقدمت على عملية اغتيال الشهيدين الجنرال قاسم سليماني ونائب امين الحشد الشعبي ابو مهدي المدرس وهذا ما زاد الوضع تأزم وتوتر .
لقد كان لهذا التهور في اختيار المكان والزمان والأشخاص تداعيات وأثار ومواقف ظهر جزء منها كردة فعل , لقد تأزمت الأوضاع اكثر مما كانت عليه قبلا هناك انتهاك لسيادة العراق التي هي منتهكه اصلا من امريكا....!
فامريكا جعلت من العراق مسرح لعملياتها العسكرية فطاءراتها تطير وتقصف قواتنا الأمنية المقاتلة ضد داعش التكفيرية صنيعتها وقواتها البرية تنتشر وتتموضع في اَي مكان في ارض العراق دون رادع لها ضاربة عرض الحائط كل المعاهدات والاتفاقات الدولية .
عاشت ايران ايّام واجواء حزن والآلام ومرارة كان واضحا جليا على المرشد الأعلى علي خامنءي خاصة والشعب الايراني عامة ، المتتبع لإحداث كان لديه شعور ان الرد الايراني قادم ومهما كان ثمنه ، لقد كان الرد واعتقد انه كان قويا ومؤلما وكسر ضلع لامريكا في العراق وما شاهدناه من تخبط وتضارب للبيانات الامريكية حينها خير دليل ، القوات العسكرية الامريكية تتشرذم وتنهار وتاخذ مسارات جديدةً لإعادة التموضع تنسحب من بعض المواقع في سوريا لتستقر في مناطق حدودية مع العراق متخفية من أذرع المقاومة هناك.
هذا وبعد ان جست امريكا نبض ايران وعلمت من الرد الايراني انها ان اقدمت على الرد ستواجه بما هو اكبر ، وما تناقلته وساءل إعلام امريكية بامتلاك ايران صواريخ بألستيه تصل في مداها لبعض الدول الأوربية وبإمكانها قريبا ان تصنع صواريخ ذات روءسً دقيقة تصل لامريكا ، فما الذي بدات تفكر فيه امريكا وهل سنرى رد امريكي قريب...؟
اعتقد امريكا اجبن من ان ترد امريكا لاًتواجة الأقوياء امريكا تضعف من أعداءها الأقوياء امريكا ردت على القصف الصاروخي لقاعدة عين الأسد في الأنبار والحريري في أربيل بفرض عقوبات أقوى واشد قسوة وتمس جوهر حياة المواطن الايراني وتحد من مقدرة ايران الصناعية وهذا يبرهن صدق ما نفترض امريكا ستأخذ فترة من الراحة والانتظار والمتابعة وجس النبض وتقيم الموقف مرة اخرى هل حان وقت الانقضاض ام لا.
ولكن هل ستستسلم وتنهار ايران نتيجة لهذه العقوبات الشديدة والظالمة .....؟
ام انها ستقاوم الأيام القادمة ستكشف لنا ما خفي عنا ... وغدا لناظره قريب.