هذا هو عنوان الموضوع الجديد الذي كان من المفترض ان اقوم بنشره بعد اكتمال كتابته ولكني ترددت وفكرت مليا بأهمية أو مدى تقبل القراء له . قد يبدو من عنوانه غريبا بعض الشيء .ولأنه في الحقيقة ليس مقالا سياسيا تحكمه ادوات تحاول التأثير على الجمهور لذلك حاولت اعادة النظر فيه . وهو ايضا ليس مقالا عاطفيا تسيطر عليه المشاعر والانفعالات والاحاسيس . ولا هو من الدروس العلمية او الافكار الدينية ، ولا هو موضوع للضحك أو الاستهزاء . ماهو اذن إن لم يكن كل هذا ؟! في الحقيقة هو موضوع لا يمت لشيء بصلة ولا يصدقه العقل ، ولا يتقبله الفكر ، لانه غير معقول ، إلا ان الاشياء غير المعقولة احيانا تكون بغاية المنطق فهي بجميع مناحيها المختلفة تأخذنا نحو سياقات جديدة في الحياة فتقلبها رأسا على عقب .
ليس بالامر العجيب ولا المستحيل ان تتغير امور دنيانا وافعالنا وتصرفاتنا بعد نمط معتاد ويأتي الاختلاف على حين غرة ، فكلما ازدادت حقيقة التغيير قوة تضاءلت حاجاتنا الى امور كانت او كنا نظنها اساسية في حياتنا . هل اصبح للموضوع اهمية الان ؟ ولان الانسان بطبيعته ومنذ النشوء الاول للخليقة وهو يتطلع الى من يغير حياته وينهض بها لانه ضعيف وامكاناته وقدراته محدودة ، فهو يتطلع دائما الى ان يكون هناك قائدا شجاعا يمتلك كل المقومات لبسط سيطرته على البلاد وينشر الاستقرار والامان ويفرض الطاعة وينتصر على الاعداء ويساوي بين شرائح المجتمع كافة ، ويكون مثالا يحتذى به فيتوسم الناس به المثالية العليا ليتعلموا منه ، فالمعلم والقائد والسياسي والباحث والرسول ماهم إلا ادوات ان صح التعبير ، يتطلع اليها الناس ليكتسبوا معارفهم واطمئنانهم وتوفير حاجاتهم من العلم والمعرفة والامان والرفاهية . وكما تعلمون ان الله عز وجل وعلى مدار قرون طويلة يرسل انبيائه ورسله وكتبه ليهتدي بها الناس وما بعثهم الله في ظروف طبيعية إلا وكانت هناك اسبابا كثيرة كالكفر والظلم والجور والمجون والفسوق وافعال تتفسخ المجتمعات بها ويكون لا بد لحفظ الكيان البشري فما نراه بعثها في ظروف طبيعية .
كذلك قرأنا في محكم كتابه كيف بعث الله تعالى في امم كثيرة من اياته كالرياح والزلازل ومخلوقاته كالجراد والقمل والفيلة وطائر السجيل وغيرها . ولكن ما دخل السيد كورونا في الموضوع ؟ لا ادعي انه رسول فلست عالمة ولا محللة ولكني القي نظرة فقط . من فضلكم شاركوني بإلقاء نظرة عى هذا الضيف الثقيل مع انه لا يبين وننظر له بعين الاعتبار . وتعالوا نفكر ايضا ونتساءل اليس فيروس كورونا يحمل جميع صفات المعلم والقائد ورجل الدين والسياسي !! اليس السيد كورونا يحمل جميع صفات رئيس الوزراء المنشود ؟! والذي لطالما انتظرناه ، ليرفع عنا الظلم والجور والاستهانه بالارواح والسرقة وانعدما الضمير . فهو امين وعادل ونظيف . لا يتقاضى راتبا ولا ينتمي لحزب وليس له ولاءات لدول خارجية وليس له ميول طائفية ولاتطرف ولا يفرق بين غني وفقير اغلق الحدود ونظف البلاد والعباد انهى مسلسل اغتيال النشطاء واوقف قتل المتظاهرين وغيب عن ساحتنا بعض الوجوه الكالحة ، وغطى بالكمامات وجوه قبيحة لطالما ظهرت بنشازها على الشاشات . جعل الناس ترضى بنصيبها وتقنع بحياتها .وتحلم ان تعود الى سالف عهدها انهى الرياء والكذب وعلم الناس كيف تتضرع بصدق وعفوية وجعلنا نعي كمحصلة نهائية اهمية التراحم بيننا فهو السبيل الامثل للنجاة . اليس في السيد كورونا جميع الصفات المنشودة ؟ لذلك اقول : انتخبوه قبل ان تفقدوه . ولان الموضوع غير واقعي وانه مجرد احلام ليس إلا ، لذلك لن اكمل كتابته واتركه من حيث بدأ وانتهى . احلام مواطنة بسيطة .