الكتابة للمرأة هي أداة من أدوات صراعي مع ذاتي وأفكاري..!!ّ
شبكة الاعلام في الدانمارك / محمد خالد النجار/ بغداد
الدكتورة سناء كامل احمد الشعلان هي اديبة واعلامية وناقدة عربيةتحمل درجه الدكتوراهفي الادب الحديث و تعمل استاذه جامعية في نفس التخصص ذاتهفي الجامعة الاردنية في الاردن، ولها شغف في كتابه الروايات و القصص القصيرهوالمسرح و ادب الاطفال وهي حاصله على لقب واحده من انجح 60 امراة عربية لعام2008 و حاصلة ايضا على نجمة السلام للعام 2014 من منظمة السلام والصداقة الدولية في الدنمارك ، و ناشطة فاعلة في مجال قضايا حقوق الانسان .. التقيتها قبل سنوات عديدة في احد المهرجانات الثقافية في محافظة السليمانية وضمن مجموعه من الصحفيين العراقيين انذاك ،وتحدثتعن تجربتها الابداعية في كتابة الروايات القصصية والمسرحية والاطفال والمراة بشكل خاص !! وبما ان ( الانترنت ) قد جمعنا مع العالم في هذه القرية الصغيرة !عرجت الى هاتفي واتصلت بالايقونة عبر النت وكان لي معها هذا الحوار الذي تطرقنا فيه الى مجمل اعمالها وفعالياتها وهواجسها وارهاصاتها واحلامها وشكوكها وحبها..وضمن الاسئلة التي تفضل ان تكون بالصورة التقليدية التي غادرناها كصحفيين لفترة طويلة .. وتقريبا فان اللقاء كان مطولا واسعا فقطعت جزءا منه للقراء .. ويبقى الجزء الاخر في حلقة قادمة ان شاء الله ..
القاصة والاديبة الاردنية د. سناء الشعلان
(شبكة الاعلام في الدانمارك ): بداية سؤالنا ماذا يعني لك الطلبة وتدريسهم وتاثيرهم القصصي على اعمالك الروائية ؟
ـــ نعم سؤالكم في محله ..انا شخصيا ابدعت برواياتي وقصصي وتأثير طلبتي في البناء الروائي( قد يتوقّع طلبتي أنّني سوف أقرأ عليهم بعضاً من قصصي ورواياتي وطرائف من مسرحيّاتي، وقد أعرّج على بعض رؤاي النقديّة، وهذا توقّع صحيح، ولكنّهم لم يتوقّعوا أبداً من سأختار اليوم ليكونوا أبطالاً للقصص ورواياتي ومسرحيّاتي في هذا اللّقاء)! لأنّني سوف أتحدّث عن بعض الفرسان الحقيقيين الذين قابلتُ في حياتي القصيرة، وهم كثر كثر، وجمالهم أكبر من ذاكرتي المشحونة بهم ، ولكنّهم أصحاب مواقف تملي على كلّ من يتوقّف عندها أن يعترف لهم بحق الحياة؛ إذ هم أولادها المخلصون لها، لقد تعلّمت منهم معنى الجمال الممهور بالانتقال إلى كلّ مكان ومن زمان الى اخر..!
( شبكة الاعلام في الدانمارك ): اذن ماذا تريدين من الكتابة؟ وما هي قراءتك لمستقبلها وماذا ينقصها من قيم وروافد؟ وهل هناك تحدّيات تقف حائلاً أمام تجارب المرأة وإبداعها؟
ـ لابد ان اقول ان الكتابة هي التي تريد منّي الحقّيقة وقبس النّور في درب الحياة نضيء بها الدّرب للبشر نحو إنسانيتهم، أمّا أنا فأريد من الكتابة سبباً للحياة وطريقة للتنفّس ومعنى للأفراح والخيبات والانكسارات والأحلام. الكتابة دليلي الوحيد على أنّني لا أزال على قيد الحياة.. لا أستطيع التنبؤ بالقادم وفق المعطيات القلقة في الوقت الحاضر، ولكن في الوقت الحاضر يمتاز المشهد الإبداع والثّقافيّ الأردني والعربيّ بشكل عام بمثالب منقصّة كالشّللّيّة والعصابات والمافيات ، وهذا لاشكّ يقصي المبدع الحقيقيّ، ويشوّه المشهد الإبداعيّ كلّه. .!والتحديات امام المراة موجودة منذ زمن بعيد .. ولابد من ازالة الجدران العازلة من المشهد الثقافي لتكون المراة في الصدارة كما هو مكتوب لها..وانا معنيّة بالإنسان في حالات ضعفه وعجزه واحتياجاته ! هذا هو الإنسان الذي يحتاج الايدي المحبّة والقلوب المساندة ، ولطالما كانت المرأة هي الإنسان الضّعيف، ولذلك أنا معنيّة بتجلّيات تجاربها كاملة، وأتابع إرهاصات تفكيرها وانفلاتاتها من قيودها، الكتابة للمرأة هي أداة من أدوات صراعي مع ذاتي وأفكاري وآرائي. الكتابة لها في وجهة نظري هي مران وجودي مع سلوك الإنسانيّة..وعليها أن تؤمن بحقّها وإنسانيتها وحضارتها وتاريخها ورسالتها، ولذلك عليها أن تقبل رهان العمل والجهاد والتّصدي، وأن ترفض صيغة الاستلاب والقهر والتهميش التي تقبلها في كثير من الأحوال تحت أغطية وهميّة..
( شبكة الاعلام في الدانمارك ) ادخلينا في عوالمك وسيرتك الذاتية لنعرف من تكوني ؟ وماهي اهمية رواية (عالم النمل) لك ؟
ـ انت تعرف جيدا ان الشّهرة هي مسؤولية عملاقة أمام النفس والتّاريخ والجمهور، ولذلك عليّ أن أعمل بإخلاص وصدق واهتمام كي لا أخدش هذه السيرة التي بنيتها عبر سنين طويلة من العمل والاجتهاد والقيم والإبداع ، باختصار عليّ أن لا أخيّب أمل من يحبّني من البشر.. ومن يظن غير ذلك ! و(عام النّمل ) هو عالم المفارقة، عالم ينتصر فيه النّمل على المملكة الإنسانيّة والحيوانيّة بقّوة الحقّ والانتصار، إنّها فكرة حرب الحقّ
والباطل .. وانتصار الحقّ بكلّ مستوياته على عقليّة الظّلّم والاستلاب والقهر.. عام النّمل هو عالم افتراضي ومعروض ليكون بديلاً عادلاً للبشرعن الظّلّم والقسوة ..وسيرتي بشكل عام أنّا من النّوع الذي يرى أنّ حياته الخاصّة ملك حصري له، وليست ملك للقارئ؛ لأنّها بالنّهاية لا تقدّم له اي شيء، وما أخفيه من حياتي الشخصيّة هو الجانب المؤلم والذي قد لا يفرح القارئ؛ فأنا أخفي عنه الجوانب الحزينة من حياتي وتجاربي، أخفي عنه خيبات أملي أحلامي المهدورة وفرحاتي التي لم تتحقّق. وأبوح له فقط بالأفراح والتّفاؤل والأمل والإصرار على الحياة..
(شبكة الاعلام في الدانمارك ): هل مازالت المرأة في مجتمعنا الشّرقيّ تعاني الإقصاء؟ هل من رقيب تخشينه في الكتابة؟ وماهي خطوطك التي تحرصين على استمرارها؟
ـالإنسان العربيّ أكان رجلاً أم امرأة يعيش حالة من الدّونية والإقصاء والاستلاب والقهر، ويكذب من يقول عكس ذلك، إنّنا نعيش ديمقراطيات كاذبة، ونعاني من ظلم سائد في كلّ شيء. في رايي لا خطوط حمراء في الكتابة مادام هناك ما يسوّغها في الأرض، أمّا السّماء فعلينا احترامها وعدم الاقتراب منها باي شكل من الأشكال.. والرّجال هو الحياة ومعول البشريّة، أنا منتصرة لها بقدر انتصاري للمرأة، فالانتصار للرّجل هو انتصار للحياة، أنا أحبّ الرّجال لأنّني أؤمن بأنوثتي وفكري ومغزى وجودي؛ فالمرأة عندما تعادي الرّجال تكّرس فكرة خيبة أملها فيها، وفشلها في الحصول عليه.
شبكة الاعلاىم في الدانمارك ) : ماذا يمكن أن نقرأ في كتبك (مذكرات رضيعة ) !؟
هذه المجموعة القصصيّة كُتبتْ بالدّم، وهي مجموعة قصصية تسجيلية لأحداث حقيقيّة تروي معاناة بعض ضحايا تفجيرات العاصمة الأردنيّة في 9/11/2005م، حيث فجّر أكثر من إرهابي أنفسهم في ثلاثة فنادق أردنية كبيرة، كان في إحداها عرس تحوّل إلى مذبحة شنيعة، سقط فيها الكثير من الضحايا. . والمجموعة تروي أحداثاً حقيقيّة، وتُسرد القصص بالأسماء الحقيقيّة لضحاياها، كما أنّها تُسرد بتقنيات سردية متعدّدة، تغطي مساحات زمنية كبيرة، تتجاوز ليلة الانفجارات المشؤومة. . فالقصص تُروى أحياناً بسرد لاحقّ أو سابق أو متوازي مع الحدث..
( شبكة الاعلام في الدانمارك ) واي اصدار قريب الى قلبك ؟
ــرواية (أعشقني).. هي مسلولة من أعماق قلبي، فيها أنفاسي درجة حرارتي طقوس مزاجي، هي فكري في لحظة وأحاسسي في اللّحظات كلّها، رواية (أعشقني ) هي طقس من طقوس شطحاتي وأحاسيسي ومشاعري..!عليها بشجاعة، فكانت نصوصها السّرديّة متّقدة بالعاطفة الإنسانيّة الأسمى (الحبّ ) الذي يمثّل أقانيم الحقّ والعدل والجمال، ويخلّص الإنسانيّة من دنسها، ويبعث الطّمأنينة في النّفس، ويسبغعليها التّسامح الذي افتقدته...واما رواية (الهروب إلى آخر الدّنيا) فهي ليست طرحاً للانهزام والاستسلام، إنّما هي دعوة إلى أن يكون توّجه الإنسان إلى ذاته الطّاهرة بما فيها من محبّة وخير وعمل وصلاح، الهروب هنا هو نحو إنسانيتنا في أطهر ملامحها. ولذلك هذه المجموعة القصصيّة ليست تجربتي الشخصيّة بقدر ما هي صور حياتيّة عامة وخاصة ..
تأليف الدكتورة سناء الشعلان
تأليف الدكتورة سناء الشعلان
تأليف الدكتورة سناء الشعلان