تلعب وسائل التواصل الاجتماعي بمختلفها دورا في تخفيف صعوبة التواصل المباشر بينالناس وتسهلسرعة نقل الاخبار .و تٌعتبر واقع فعال من خلال استغلال تكنلوجيا المعلومات و التي باتت سمة واضحة لاينكرها أحد في العالم المعاصر ، ويعدٌ الوضع الذي نعيشه الان والذي أفرزته أزمة تفشي وباء كورونا في أنحاء العالم الاختبار القوي لوسائل التواصل الاجتماعي في تبيان مصداقية تعاطيها مع الوضعوسوء استخدامهافي زمن الازمة.ان جمهور وسائل التواصل الاجتماعي يتحمل جانبا كبيرا من المسؤولية فيما يجري الحديث عنه من جوانب سلبية، أفرزها استخدام تلك الوسائل خلال الأزمة، من نشر أخبار مفبركة، إلى تبني شائعات،والى السعي لبث الخوف والذعر في نفوس الناس، الذين وضعتهم الأزمة في حالة من القلق والخوف والترقب ، يدفعهم للتشبث بأية معلومة ربما تكون في أساسها غير صحيحة ، والتي يروج لها قطاع كبير من رواد تلك المنصات يعلمون جيدا ان المحتويات المتطرفة والصادمة تجذب القارى اكثر من غيرها من الاخبار. .
كما أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالإحصاءات المخيفة أو النصائح العلمية أو الكوميديا السوداء إن هذا السيل المستمر من الأخبار عن هذا الوباء قد يؤدي إلى زيادة القلق والخوف وبالتالي التأثيرعلى صحتنا النفسية , وان الشعور المستمر بالتهديد قد يكون له آثار أخرى أكثر فداحة على حالتنا النفسية.
الدكتور محمد الجبوري
ان ركون الكثير الى استغلال هذه الوسائل لممارسات التضليل والخلط في نقل الاخبار وحتى ابتكار وسائل تشويش بات المتلقي لايعرف ولايميز بين الواقع والتضليل او بين ماهو حقيقي وبين الخبر المزيف حتى بات اسير لفبركة الاخبار والتشويه للواقع, حتى تناقلت عبره حياكة خيوط المؤامرة او تصفية الحساباتمن خلال نشر نظريات عن المؤامرة والتضليل حتى بات الكثير يستغل الوضع لتسجيل نقاط سياسية او اجتماعية او حتى اقتصادية وكذلك تسويق مفاهيم دينية مقصودة
أن اعدادا كبيرة من وسائل الإعلام الإلكترونية تفتقد إلى الدقة وتساهم في نشر شائعات، فمن المؤكد أنه ليس كل ما ينشر على الشبكة يتمتع بالمصداقية, و لحصد أكبر عدد من الزوار تتجه بعض وسائل الإعلام الإلكترونية وبعض رواد هذه المواقعإلى نشر أخبار غير دقيقة أو مزيفة لجذب الاهتمام إلى مواقعها. ان المتابع لمنصات التواصل الاجتماعي في وقت الازمات وتحديدا ازمة تفشي وباء كورونا يلاحظ التوجه السوداوي الملغم يدرك ما مدى الخطر المحدق بالمجتمع والذي يستهدف تقريبا شرائح واسعة من المجتمع مستغلين تقبل عقول بعض الافراد الى اي بارقة امل او اي ضوء نجاة للخلاص من هذا الوضع المتازم، نحن اليوم امام سيل جارف يجب ان يتصدى له المجتمع وٌنخبهم والّا سوف نصل الى ما لا يحمد عقباه من خلال نشر اخبار زائفة ومضللة، وبالنتيجة نحصل على أفكار سلبية والنظرة السوداوية للواقع وللقادم من الايام
إننا نقضي في المتوسط نحو ساعتين يومياً في تصفح هذه المواقع في الايام العادية وفي هذا الوقت ولظروف الازمة الحالية والجلوس في البيت جعل استخدامنا لهذه المواقع فترات اطول من المعتاد والتفاعل من خلالها والتعرف على الاخبار حتى اصبحت هاجسنا الوحيد لمعرفة الاخبار، حتى اصبحت هذه المواقع تلعب دورالاعلام الاسود او الاعلام المتوحش والمظلم اذا صح القول في نشرها وتسليط الضوء على احداث الازمة . لقد ابتعدت هذه المواقع الاجتماعية عن دورها في التقارب الاجتماعي واصبحت مواقع «صناعة الكذب» وهو من أخطر الوسائل التي تستهدف عقول البشر, واصبحت صناعة بادوات بسيطة ورخيصة لنشر الكذب لتحقيق نوايا ذاتية مريضة من خلال التضليل والخداع,مستغلين ان المعلومات السلبية تنتشر أكثر من الإيجابية.
ان "تجار المعلومات الكاذبة" يعلمون هذا جيداً. لذا هم يلعبون على المشاعر ، ما يدفع الناس في معظم الأحيان إلى مشاركة هذه المعلومات ونشرها على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، دون التحقق من صحتها. علينا ان نختار الخبر الذي يشيع فيالنفس روح التفاؤل والامل وعدم الركون والتسليم بتصديق كل ماينشر ونعيد نشره على انه حقيقة. كما أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالإحصاءات المخيفة أو النصائح العلمية من غير اهل الاختصاص, إن هذا السيل المستمر من الأخبار المضللة والتي لاتستند على دليل سواء علمي او حتى مصدر نشرها عن هذا الوباء قد يؤدي إلى زيادة القلق والخوف والتأثيرعلى صحتنا وحالتنا النفسية. ولتجنب التضليل في هذه المواقع علينا ان نلتزم بمايلي:
*- التحقق من محتوى المنشور وعدم التصديق بكل ماينشر ,ولا تصدقوا كل ما تشاهدونه على الإنترنت. إن شاهدتم منشورات عشوائية على فيسبوك تحوي على معلومات صادمة حيال بعض المواقف او الارقام اوعناوين دواء على اساس انها ناجحة لعلاج فايروس كورونا، لا تثقوا بصحتها، بل تأكدوا من الحقائق أولاً من خلال مصادر موثوقة.
*- الكثير يعلم بأن وسائل الإعلام الرئيسية ليست بالخيار الأفضل دائماً، لكنها غالباً ما تلتزم بنشر الحقائق من أجل الإطلاع على الأخبار والحصول على المعلومات،
*- تخليص مواقع التواصل الاجتماعي من وباء المعلومات الزائفةمن خلال نشر تصحيحات للأخبار والمعلومات الزائفة، ثم التحقق منها بواسطة المواقع الموثوق بها وعدم اعادة نشر اي فديو او منشور دون التحقق من مصدره.
أ.م.د محمد عبد الهادي الجبوري
اكاديمية شمال اوربا في كوبنهاكن
الدنمارك