شبكة الاعلام في الدانمارك / محمد خالد النجار / بغداد
فريال الصائغ فنانة تشكيلية لبنانية اشبه بفراشة تعشق حدائق الحب والالوان وتعشق الطبيعه والانسان .. وتعشق ريشتها الخطوط والالوان وتنقل افكارها عبرذلك النسق الجميل ،وملاذها ان تسبح في بحور التشكيل وارهاصاته.. اللوحة والتشكيل يعني لها الكثير ويفيض في قلبها لترسمه بريشتها والوانها البهية،عشقت الانسان وعشقت نفسها فصنعت مخيلتها الكثير من الافكار وجسدتها بكثافة نتاجها الجميل، فالذاكرة لديها ليست تاريخية تراكمية، بل انها متجذره في نفسها ..التقيتها في حوار تشكيلي لتعبرعن ذاتها الان وكيف افرزت اعمالها التعبيرية التجريبية شخصيات او تكوينات غريبة بأشكالها ووضعهتا داخل أساطير وحكايات تتشابه وتنسجم مع بعضها الى حد ما، هذه الفنانة الجميلة شكلا ومضمونا وفكرا وطبيعة ، لايمكن فصل جزء عن اخر من تكوينها البشري والفني لانها كتلة متوهجة من الحب والتعبير والصدق والصراحة لايوجد في قاموسها الذاتي شئ اسمة الكره! بل الحب ولاشي غيرذلك، اليوم التقيت هذه الفراشة الجميلة عبر اثير التكنولوجيا وجعلت اللقاء مفعما بريشتها التي الهمت الافكار لعشاقها وتشكيلها ..
ــ لماذا انقطعت اخبارك الفنية وشحت معها المعارض الشخصية ؟
تقول الصائغ : بصراحة لقد انشغلت مؤخرا بالكتابة وخاصة للاطفال ومع هذا لم ابتعد كثيرا عن التشكيل والرسم لاني اكتب وارسم معا لوحات تتناغم مع الاحداث والروايات التي اكتبها فتشكل بحد ذاتها افقا جميلا متناغما لايمكن لفنان ان يبتعد عن فنه لانه في ذاته البشرية والإنسان عندي كما تعرف حدث اساسي في لوحاتي وانا لا أرسم بالتجريد والخطوط المبهمة! لاني لاادخل نطاق الحرفيات وأي شيء آخر له صلة مباشرة أو غير مباشرة بالإنسان وانت ترعف لوحاتي جيدا ومعارضي الفنية الخاصة كانت تحاكي الإنسان وعاداته وتقاليده وكأنها تأريخ لحقبة زمنية مضت ولااريد أن يدركها غبار النسيان!لانها لعبت لوحاتي دور الراوي للحدث( الحكواتي )!! وكل عمل يحكي قصة جميلة غابت عن أذهان الناس فأحييتها بأسلوب الطفولة البريئة وبمسطحات لونية خام لا تخضع لتدرّج الألوان ولا الظلال، فالرسم الواقعي تكون رسالته واضحة هادفة بأسلوب مرن يحاكي المتلقي وواقع حاله الذي يتلخّص بالإنسان ومشاعره .
ـ اذن مالذي يدفع فريال للرسم وهل هو حالة من حالات الطفولة وتاثيراتها ؟
تجيب : وهل تُسأل العصافير لماذا تحب الغناء؟ والفراشات لماذا تعشق النور؟ والزهر لماذا يرنو إلى الحقول؟ والأرض لماذا يُحييها الربيع؟... هكذا خُلقت كفنانة تشكيلية وسأبقى ! ولكن كل شيء يدفعني للرسم وكأن الرسم أساس والباقي تفاصيل.. وبصراحة اذا غلبني الحزن فلابد ان يكون للرسم دوره في تبديد كابتي وحسراتي ! وإن كنت سعيدة فان الرسم يزيدني فرحاً. وإذا كنت متعبة فهو يجدّد طاقتي. لذا أجدني أرسم في كل الظروف والأحوال، ولا شيء يثني موهبتي عن المتابعه والتعبير.. والتغيير يسير ويسري على الجميع فمتغيرات الحياة وتقلباتها هي عنوان اخر مجهول في سيرة كل انسان ! وقد تعودت دائما ان اثبت عناوين لكل لوحاتي واتفرد بها عن باقي التشكيليين وانت صحفي وتعرف ذلك فمعظم الفنانين التشكيليين وغيرهم لايكتبون عناوين للواحتهم! ويجعلوها مبهمة !! وبصراحة ذلك شي لااطيقه ؟ نظراً لتزاحم المواضيع في لوحاتي أحيانًا ولأهمية الفكرة التي أريد توصيلها بأمانه فأطلق عليها أسماء كي لا يتوه المتلقي كمن يحاول اختصار الطريق.. ربما بعبارة التي قد تكون دليله السياحي في أزقّة خطوطي وألواني، أو كأني أرشده إلى العنوان وأترك له سر استكشاف المكان وعبقه واجعل ركاب سفينتي التشكيلية يرسون على بر الامان كما هو لربان يعرف خباياهم .
ـ اذن نقول للصائغ من اين وكيف بدات موهبتك ؟
تقول : لااتذكر مسالة البداية لانها موجودة اصلا في مخزون كل انسان ..وقد لاتكون فنا او هواية او رغبة..لانها موجودة وتكبر معي يوما بعد اخر لااجد نفسي اني فنانة ويعرفني الجنميع ويتابع اعمالي ونتاجاتي ،واعتقد ان كل فنان موهوب منذ طفولته حين يبدأ خطواته الاولى على طريق الفن الذي اختاره بذاته البشرية ! بما يتاح له، وبدأتُ أيضًا باستخدام الأقلام الخشبية وأنا على مقاعد الدراسة لما فيها من سهولة في التطبيق وقليلة التكلفة في حينها، ومن ثم عملت فترة طويلة بالتلوين الزيتي واستعماله بتقديري فيه متعة لا تضاهيها متعة اخرى ! وانسيابية ومرونة حتى أن الريشة تعشقه كذلك القماش واللون يتداخل مع الآخر بكل طبيعية وانسيابية كانها تعرف ماذا تفعل وماذا تريد ؟
ــ وهل زرت بغداد ؟
واطلعت على فنها وفنانيها؟ تجيب : بلا شك بغداد عاصمة الابداع في كل شئ عاصمة الثقافة والجمال ولقد شاركت في مهرجان بغداد عاصمة الابداع (بغداد) وقدمت لوحاتي واعمالي هناك .. كما شاركت ايضا في معرض الوجه الآخر نيويورك اميركا، ومعرض اناندا سبيس في مدينة البندقية ايطاليا، اضافة لمعرضي الشخصي (منمنمات لبنانية ) في وزارة السياحة القاعة الزجاجية في لبنان..كما قدمت 26 لوحة تشكيلية في قاعة المتحف تضمنت الكثير من الافكار التشكيلية فيها من الرقي والجمالية الشيء الكثير، لانها تواكب الحضارة والحداثة، وفي الوقت عينه متعلق بالجذور والاصالة، بعيدا عن الابتذال والاستخفاف بذوق المتلقي فالساحة التشكيلية المحلية واعدة لا ينقصها الإبداع والخلق ..وكما تعرفون فان التشكيل يمثل قمة الذوق الراقي ..وانا الان تفرغت للتدريس والكتابة للاطفال ومعها ايضا فرشاتي حاضرة لتلون كتابات للاطفال واحلامهم..