كتب : عبد الواحد الورد
ضيّف نادي الكتاب في محافظة كربلاء، الناقد والباحث مؤيد عليوي، الذي تحدث في جلسة ثقافية عن كتابه الجديد الموسوم "دراسة الفن والموضوع في شعر عروة بن الورد وفكرته في إعادة توزيع الثروة".
حضر الجلسة جمع من الأدباء والمثقفين والإعلاميين والمهتمين في الشأنين الأدبي والتاريخي. فيما أدار الجلسة الباحث خليل الشافعي، الذي قدم سيرتي الضيف الشخصية والإبداعية، مبينا انه عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وحاصل على شهادة الماجستير في اللغة العربية في الجامعة الحرة بهولندا، ثم أضاف قائلا أن الضيف نشر العديد من الدراسات النقدية في الرواية والقصة والشعر، وله إصدارات عدة في الدراسات القرآنية والأدب.
بعد ذلك تحدث عليوي عن مؤلفه الجديد، وما يتضمنه من معلومات تاريخية حول المجتمع العربي قبل الإسلام، ملقيا بالضوء على تقاليده وأعرافه.
الناقد مؤيد عليوي وتوقيع كتابه
ثم عرّج على شريحة الصعاليك التي كانت قائمة إلى جانب بقية شرائح المجتمع ما قبل الإسلامي، موضحا أن "الصعلوك" في القبيلة العربية هو الإنسان الفقير والمهمش والمهمل، بينما في مجتمع الصعاليك يكون بمعنى "الرجل النشيط أو العامل أو الشجاع" وهذا من خلال دلالة شعر عروة بن الورد العبسي، الذي ألقى مؤيد عليوي بالضوء على شخصية الشاعر ابن الورد وشعره، حيث تعرّض له في كتابه من خلال دراسة فنية موضوعية، مشيرا إلى أن بن الورد، الذي يعد من شعراء ما قبل الإسلام، وكان يحمل فكرة أعادة توزيع الثروة (الإبل) غالبا، بهدف المساواة بين الأغنياء والفقراء، وانه كان ينفذ فكرته هذه بقوة السلاح (الغزو)، في محاولة لبناء مجتمع جديد لا فروق فردية فيه من حيث الغنى والفقر.
وتابع قائلا أن فكرة بن الورد كانت تهدف إلى تأسيس نظام اجتماعي اقتصادي مخالف لأعراف القبيلة العربية، وانه- باعتباره من الصعاليك- كان يختلف عن الكثيرين من الصعاليك الذين عاصروه أو جاءوا قبله.
ولفت إلى أن عروة بن الورد كان لا يغزو الكريم الذي يجود بماله، بل يغزو البخيل صاحب المال الوفير الذي يأكل لوحده ولا يدعو الفقير إلى طعامه، مضيفا أن هذا الشاعر الصعلوك كان زعيما للصعاليك المشاهير بين العرب، وكان يعطي الفقراء مما يكسبه.
فيما أشار عليوي إلى أن فكرة "توزيع الثروة" التي كان يحملها بن الورد، مقاربة لفكرة الصحابي أبي ذر الغفاري، الذي كان يحمل موقفا من السلطة، ويطالب على الدوام بإنصاف الفقراء في الشام والمدينة المنورة آنذاك.
بعد ذلك قرأ عليوي أبياتا من شعر عروة بن الورد، كان يدعو فيها الغني إلى التنازل عن قسم من ثرائه لصالح الفقير.
وشهدت الجلسة مداخلات حول كتاب الضيف، قدمها العديد من الحاضرين، من رواد نادي الكتاب في كربلاء بينهم عبد الهادي البابي، عبد الأمير حمد، نصير شنشول وفاضل مناتي، وبنهاية الأسئلة والمداخلات وإجابة الضيف عنها، بدأ حفل توقيع المؤلف مؤيد عليوي لكتابه .
وفي سياق متصل وبعد أسبوع،كان حفل توقيع للكتاب ذاته عن شعر عروة بن الورد العبسي واحتفاء بمؤلفه مؤيد عليوي في محافظة النجف هذه المرة، على حدائق الشارع الثقافي ( شارع دعبل الخزاعي) وسط المدنية، إذ قدم جلسة الصباحية حينها القاص حميد الحريزي في حبور وحضور جمع من مثقفي المدنية وأدبائها وصحفيها وطلبة المؤلف، حيث قرأ المؤلف من شعر أبن الورد العبسي، وربط بينه وبين مواقف أبي ذر الغفاري في أنصاف الفقراء..، فيما قدمت مجلة عيون ثقافية ومؤسسة مريم العذراء شهادتي شكر وتقدير للمؤلف مؤيد عليوي، على جهده الثقافي في الساحة الأدبية العراقية، قدمهما الصحفي علي حسين الحسناوي، وفي نهاية الاحتفاء وقع المؤلف كتابه .
الناقد مؤيد عليوي وتوقيع كتابه
الناقد مؤيد عليوي وتوقيع كتابه