نطالع في تاريخ الامم عجائب الحكايات والقصص عن دور الحاشية وفي لهجتنا الشعبية(احبال المضيف) من الاقارب والخلان وعند اهل السخرية يسمونهم (الذيول) وتبين ان هؤلاء هم الذين يقررون ويحكمون ويتحول الامبراطور ومعالي الرئيس لمجرد طرطور يتباهى بريشه عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل الطاوس يتهدد ويتوعد ويعطي الوعود..!
وهذه الحاشية في عراقنا المعاصر نمت وترعرعت في غياب الاساليب الحديثة لادارة الدولة في ظل هيمنة الاحزاب وزعاماتها وتكريس الحكم على اساس المحاصصة وتقاسم المناصب ونهب المال العام وصار التاريخ يعيد نفسه ووجد هارون الرشيد الامبراطور العباسي الاكثر شهرة وسطوة لايحكم امبراطوريته وصار البرامكة اكثر هيبة وكرما من الخليفة نفسه تقصدهم العامة بل الملوك وكبار القوم فتنال ما تصبو اليه فصاروا ملاذا وجدارا يفصل الناس عن امير المؤمنين كما يحب ان يلقبونه وهو في الحقيقة اميرا للحاشية الفاسدة التي تصدر اخطر القرارات باسمه.... لكن هارون صحى على زمانه ونكل بالبرامكة بقسوة اعادت اليه الهيبة...ونسأل متى يصحى هارون عراق اليوم الذي يتوارث الحاشية من الذين سبقوه في مكاتبه الخاصة والاستشارية والامنية والاعلامية والمدراء العامين فهم يرسمون له خارطة طريق مثلما رسموها للذي سبقه وضيعوه وضيعوا البلاد.... ويجعلونه يسير وفقا لخطاهم وتحالفاتهم مع منظومات الفساد في الوزارات والهيئات والنقابات والمنظمات ويمثل هؤلاء حاشية الحاشية من مزمرين وطبالين وجيوش الكترونية تعمل بالدفاتر الخضراء وتغرد باجور وتنسق مع اخطر مافيات الفساد ينتزعون لها القرارات ويحسنون صورهم عند صناع القرار وكل مقابلة و قرار بثمن ويتبادلون الادوار ويهيمنون على المنابر الاعلامية بتقاسم المصالح ويخدعون رئيسهم فهو لا يلتقي مطلقا باصحاب الخبرات والعقول في التخصصات كافة لان الحاشية تقدم للمعالي من يمثل مصالحهم و شبكاتهم وتحالفاتهم الفاسدة ويبعدون عن هارون كل وطني غيور وشريف وحريص على الاصلاح بل يصورونه بانه مرتد وحاقد وربما بعثي وارهابي فيجمعون بعض التصريحات والتغريدات مايغضب منها امير المؤمنين ويكاد يوشك ان يامر سيافه مسرور او من يمثله اليوم في اجهزة الدولة بحز رؤوسهم واجتثاثهم من مواقعهم لمعاداتهم لحركة الاصلاح والتغيير والتشكيك في قدرات صاحب الجلالة...!
وندعو للمصلحة العامة كل صناع القرار وفي مقدمتهم الكاظمي لمراجعة اداء حاشيته والتعرف على حقيقة خبراتهم وتحالفاتهم وعلاقاتهم ومدى مصداقيتهم في دمجه ومقابلته وتفاعله مع اهل الاختصاص الحقيقيين المخلصين لمهنتهم ووطنهم وليس لوبيات المصالح التي لمعت صورها وانتزعت لنفسها القابا ومناصبا رسمية ومهنية وهمية هي حصاد فساد وصفقات مريبة والدليل ما كانوا عليه من افلاس مالي ومهني واخلاقي وما وصلوا اليه الان بفضل الدولة العميقة من سطوة وامبراطوريات مالية والقاب يتعاطى معها وزراء وزعماء ونواب لانهم من ذات الطينة الفاسدة...
واخيرا نقول ونسال السيد الكاظمي ونحن في مرحلة من العمر والتفكير زهدت عن المناصب وترفعت عن المكايدات الشخصية وسمت بروحها الوطنية فوق كل الاعتبارات الشخصية... هل راجعت سيرة حاشيتكم وهل تعرفت على دوافعهم وكنت رئيسا لجهاز المخابرات...فان كنت تعلم فتلك مصيبة وان كنت لاتعلم فالمصيبة اعظم...؟وبعد ذلك لاتغضب حين ينفض عنك ويقاطعك ويعارضك ماتبقى من شرفاء في هذا الوطن اللهم اشهد اني بلغت واستطيع ان اضع امامكم النقاط على الحروف ولانخاف او نتردد في قول الحق فالوطن يستحق التضخية والساكت عن الحق شيطان اخرس واخطرهم من الذين حولك...! علما سبق لنا ان وجهنا رسالة مماثلة للسيد العبادي واصدر مكتبه الخاص والاعلامي توجيها لوزارة التعليم العالي بطردي من الجامعة ومنعي من الكتابة وتبين ان المعالي لايعلم وحين ابلغناه كانت اذنه من طين واخرى من عجين.. !!