" كل يرى الدنيا بمنظاره " .
ويقصدون به ، الانسان يرى الامور بعينيه ، التي يمتلكها ، ولكن في حالة السيد مصطفى الكاظمي ، يحتاج المواطن العراقي الى منظار ذو ثلاثة عيون ، ليخرج بالنتيجة الصحيحة ، اذا كانت صحيحة او ربما لا يخرج بأي نتيجة .
عين .. ترى بان السيد مصطفى الكاظمي ، انسان نزيه ، وطني ، وليس عليه شخصيا قضايا سرقات وفساد ويحب الاصلاح ، ووعد وتعهد وعسى أن يفي بهما ، وصرح وقال وعسى ان يطبق ما جاء فيهما ، وهو فقط ثلاثة أشهر في منصب رئيس وزراء ، ويحتاج الى مدة أطول لاثبات ما يعزم عليه .
وعين .. ترى بان السيد مصطفى الكاظمي ، ام يمضي ثلاثة أشهر في منصبه الجديد كرئيس وزراء ، ولكنه كان قبلها مدير المخابرات العام لخمسة سنوات ، وبيده أجهزة وقوات وسلطات الامور الامنية والمخابراتية ، وهو شريك في قتل أكثر من الف شهيدة وشهيد ، وأكثر من عشرين جريحة وجريح ، وأكثر من ألف مغيب ومخطوف واحد اليوم .
وأن السيد مصطفى الكاظمي ، هو جزء من النظام الحاكم الفاسد ، ومنذ 17 عاما ، وهو واحد من حماة هذا النظام .
وعين .. ترى بان السيد مصطفى الكاظمي ، رجل ذكي وخبرته جعلته تعلم " اللعبة " ، وأصبح رجل مراوغ ويعرف " اللعب على الحبال " وعليه أصبح :
- يعتقد بانه يستطيع السير والبقاء في هذا الوضع والمجال المتاح له ، ما دام الحكام والسياسيين الفاسدين ، وهم الحكام الفعليين ، راضين عنه ، لان مصالحهم وتقاسمهم للمغانم والسرقات لم تتضرر .
- ويعتقد بانه يستطيع مراوغة السعودية والحصول على قروض ومنافع ، ما دام صديقه الحميم السيد الحلبوسي ، رئيس البرلمان هو عراب الصفقات .
- ويعتقد بانه يستطيع العمل مع ايران وقبول رضاهم ، رغم الاعلام المزيف المتعمد على عدسات الكاميرات ، عند دخوله على خامئني قام ووفده بخلع احذيتهم ، وانه تكلم معهم الند للند ، الحقيقة ، ذهب ليطمئنهم عن استمرار مصالحهم ونفوذهم وتسريب العملات الصعبة التي تحتاجها ايران لصيانة اقتصادها المنهار ، و 22 مليار دولار ، كانت فقط المعلن عنها امام الناس ، والمخفي أعظم .
- ويعتقد بانه ، ويعتقد بانه ، ويعتقد بانه ، يستطيع اللعب على أمريكا !
ونسى الكاظمي بان جواسيس أمريكا في جيب كل منهم ، رغم خلع الاحذية ، ووضع تلفوناتهم في سلة وكأنهم مرضى جذاب ، فقد وصلت تفاصيل المباحثات مع ايران كاملة ، وفيها تعهدات الكاظمي لايران والتي لا تتناسب مع حساب مصالح امريكا لا في العراق ولا في المنطقة ، فطلبت منه الاخيرة تأجيل سفرته التي كان المزمع قيامها في الاسبوع الثالث من شهر تموز الماضي والى اشعار آخر .
اعترف السيد مصطفى الكاظمي ، باسماء أكثر من 500 شهيدة وشهيد سقطوا في الانتفاضة الشعبية المجيدة ، ولكنه لم يعمل على اعلان أسماء القتلة وهم من أجهزة النظام وتحت عدة مسميات ، ومن ميليشيات معروفة بأسمائهم واسماء قادتهم واماكن مقراتهم ، وعندما اصبحت الحديدة حامية ، تبادل السيد الكاظمي ، التلفونات معهم واطلقوا سراح الرهينة الالمانية .
السيد الكاظمي ذهب الى السعودية لاستجداء 3 مليار دولار اخرى ، ولَم يسعفه الحظ ، ونسى بان في جانبه ومعه في العراق سراق أموال الشعب ومعهم 1.2 ترليون دولار نقدا وفي البنوك ، وهو يعرفهم واحدا واحدا ومبالغ سرقة كل منهم ، وفِي اية بنوك .
السيد الكاظمي ، أعلن عن انتخابات قادمة في حزيران القادم في عام 2021 ، ولكنه لم يعلن عن تشكيل هيئة وطنية لتعديل قانون الانتخابات الجائر الطائفي العشائري العنصري ، وطريقة قوائم تحالفات المحاصصة .
نحن نعرف جيدا وهو يعرف هذه الحقيقة ، بانه باقي في منصبه حتى الانتخابات الامريكية القادمة في نهاية العام الحالي ، رغم الشائعات السائدة في الشارع العراقي ، بان هناك تغييرات قادمة خلال أشهر .
فأين هو السيد الكاظمي وموقعه من ما ذكرنا ؟ لكي نكون منصفين ، لو بقى مجالا للانصاف والشعب يغلي غضبًا من الجوع وسوء الخدمات ، ويغلي حرارة من ال 55 درجة مئوي وبلا كهرباء ؟
ارجو ان تكون الردود والتعليقات تخدم الهدف وهو تحليل لمستقبل وشخصية السيد الكاظمي ، وتأثيرها على وضع شعبنا العراقي ومستقبله .
تحياتي واحترامي ،
د. مأمون الدليمي
أمريكا 2 آب 2020