مساء العاشر من محرم ونعني ليلة الحادي عشر منه كما نسميه عندنا ليلة الوحشة وفعلا ماأوحشها فقد هدأت السيوف بعد ان تشفى يزيد بقتل ابن بنت رسول الله وأولاده واصحابه وبقيت النساء
واحدة تنظر بوجه الاخرى فالكل اصبح بحكم اليتامى الاطفال وكذلك النسوة.
فهذه الليلة تستحق الاحتفاء بها مشاركة للعليل زين العابدين وللاسارى الذين جن عليهم الليل وهم بالعراء فالخيام حرقوها ونهبوا حتى الحاجيات البسيطة فاخذوا يلوذون بعظهم ببعض.
هذه الليلة لم تكن مثل الليالي العاديات بل هي ليلة سجلت بصفحات سود في تاريخ بني أمية
الذين لوّثوا التاريخ بافعالهم المخزية.
فكيف لنا ان نحيي هذه الذكرى الأليمة ونحن نعيش مآس قاسية سببها لنا وباء كورونا الذي حصد ارواح العديد من الاعزاء على نفوسنا ولكن المناسبة اقوى من التفكير بما مر علينا فالحسين اغلى من نفوسنا ومن حياتنا التي نعيشها اذن لابد من فعالية نواسي بها آل النبوة بهذا المصاب الذي لم يشهد التاريخ مثله.
مكتبة وقاعة البصرة الثقافية اعدت لان تكون المواساة تختلف عن المألوف فاعدت لجلسة
ادبية وفكرية خالصة تنوعت بين الشعر والمحاضرة التاريخية.
ففي الهواء الطلق نظم الجلوس وفق قياسات التباعد والالتزام بالتعليمات الصحية فبدأت الجلسة بقراءة سورة الفاتحة بعدها
اعلن مقدم الجلسة الاديب زكي الديراوي عن
كلمة الافتتاح للشيخ علي العلي مدير مكتبة البصرة وقاعتها. حيث تحدث عن المعاني الرسالية لثورة الحسين عليه السلام مؤكدا انها رسالة لكل الانسانية وبكل معانيها وتوجهاتها
واضاف : وحين اراد ان يتوجه الى كربلاء بعث ابن عمه مسلم ابن عقيل ليحمل رسالته لاهل الكوفة فاختاره كونه الرجل الاكثر أهمية ودراية ومسؤلية لحملها ولما قدم مسلم الى الكوفة بايعه 121 الف شخص وعند وصوله لم يجد من يدله على الطريق ومن هنا اتضح موقفهم وخديعتهم. مشيرا الى الاحتفأء بهذه الذكرى الاليمة التي
ادمت القلوب على مر السنين يعني تواصل الادب والثقافة مع
النهضة الحسينية المجيدة.
"بعد ذلك القى الشاعر
حميد السيد ماجد قصيدة
جسدت مضامينها روح العزاء بمصاب الحسين الشهيد
والشكوى له عما يجري لنا
الان والتي قال فيها:
" احتاجك الان لم تنفع بهم
لغتي
َولم تعد ترعب الحكام
مقصلتي
ولا ارى احدا في الناس
اسأله
سواك كي يدرك التصحيح
أزمنتي
الى ان يقول:
أبحرت والموج عكس الله
يدفعني
يا نجمة القطب انقذ عين
بوصلتي
احتاجك الان هذا حال
طائفتي
وكلهم يدّعي تمويل
قافلتي"
بعده القى الشاعر طاهر
سلمان قصيدة تحت
عنوان قف بالطفوف
قال فيها:
" قف بالطفوف مسلما
اكبارا
واسترجع التاريخ
والاخبارا
احن برأسك للذين
استشهدوا
حرصا على ابن الرسول
غيارى
إبك الحسين وصحبه
في كربلا
واستنزف الدمع العصي
مرارا "
كما القى الشاعر الشعبي
عارف الشاطى
قصيدة رائعة وهي حوارية
بين زينب واخيها الحسين ع،
بعده القى الشاعر ابو سمر مختارات من الشعر الحسيني
وقد نالى اعجاب الحضور.
" اما الاستاذ الدكتور حامد الظالمي فقد القى محاضرة قيمة استهلها بنظرة على تاريخ كربلاء وموقعها
وكيف كانت قبل عام 61 للهجرة ولماذا اختار الامام الحسين عليه السلام مكان الواقعة.
معلومات مفيدة وجديدة تطرق لها الباحث في محاضرته حيث تطرق ايضا الى مسلمي البانيا الذين تقضي ديانتهم ان يعيش من يتصدى لعلومها ان يعيش في كربلاء مدة طويلة حسب عقيدتهم للتبرك والتطهر.
لقد كانت هذه الامسية بحق جلسة مواسات حقيقية لآل بيت النبوة بمصاب الامام الحسين سيد شهداء اهل الجنة.
وقد كان اختيار ليلة الحادي عشر من محرم
لاقامة هذه الامسية يهدف الى مواساة الحسين بهذه المصيبة الأليمة التي بكت لها ملائكة السماء.
تحية اكبار واعتزاز لادارة مكتبة البصرة وقاعتها على هذه المبادرة الرائعة.