بسم الله الرحمن الرحيم
(إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّه)
صدق الله العظيم
قبل أياماً مضت وفي ضاحية "كونفلان سانت أونورين" في باريس، أقدم طالب لجوء شيشاني يدعى "عبدالله أنزوروف" والذي يبلغ من العمر 18 عاماً، على قتل وقطع عنق معلم التاريخ والجغرافيا والتربية المدنية "صامويل باتي"، الذي عرض على تلامذته رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد (ص) في درس حرية التعبير، الجاني قتلته الشرطة الفرنسية أثناء عملية القبض عليه.
وقد وصف الرئيس إيمانويل ماكرون الحادث بأنه (هجوم إرهابي إسلاموي)، وأشار إلى أن (الظلامية لن تنتصر).
قررت الرئاسة الفرنسية تخصيص يوم الأربعاء ليكون يوماً وطنياً لتكريم ذكرى المعلم الضحية، وتقام مراسم التكريم في جامعة السوربون. وأعلن عن منح "صامويل باتي" وسام جوقة الشرف، الذي يعد أعلى وسام فرنسي.
هنا أود أن أطرح تساءل مشروع وهو من الذي شجع الغربيين على الاساءة والتمادي بالإساءة الى رسول الله(ص) ؟!! ومن أين أخذوا الرسامين الغربيين أفكارهم في وضع هذه الرسوم؟.
أقول أن الذي شجع الغربيين في هذه الأساءات هو ما كتب في كتب الأحاديث ومنها كتب الصحاح، التي أعطت وصفاً لشخصية الرسول جعلت منه رجلاً مصاب بالهوس الجنسي، وقد وصل الحال بهذه الكتب أن تذكر أحاديث ملفقة عن الرسول تبين أن الرسول كان شخصية تعاني من الشبق الجنسي إلى الحد الذي يمارس الجنس مع زوجاته، وهن في المحيض. ويعصي أمر الله الذي قال في الكتــابه الكريم (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض). فالصحف الغربية في نشرها الرسوم المسيئة للرسول (ص) هي مجرد ناقل لما هو موجود في كتب الحديث عند المسلمين في رسم هذه الصورة في سلسلة من الأساءات. فالذي جرأ الغرب على رسول الله (ص) هي كتب الصحاح وعبر سلسلةٍ من القصص المملوءة بمشاعر الشبق والإيحاءات الجنسية، تنسب للرسول أفعال لا مجال لقبولها بعد أن أعطاه الله قوة فحولة (أربعين رجلاً)، لدرجة أنه لا يستطيع أن يخرج حتى للقتال إلا ومعه أحدى زوجاته. هذا ما يقوله الداعية السلفي (محمود المصري) في فيديو تداوله عدد من مستخدمي شبكات التواصل الأجتماعي، يقول فيه إن (قوة الرسول الجنسية تعادل قوة 4 آلاف رجلاً)، مشيراً إلى أن (هذا الكلام يستند إلى حقيقة علمية، عن حديث للبخاري).
لو أردنا أن ندخل في حوار مع الغربي من باب المحاججة بأن هذه الروايات التي أستوحى رسومه منها أنها موضوعه وأسنادها ضعيف فانه لا يقنع بهذا الكلام لأنه سوف يقول لنا: أن رسومه أستندت الى كتب الحديث عندكم وهي حجة عليكم أيها المسلمون وليس حجة علي. ويقول: أليس الرسوم التي رسمت ونشرت في الصحف والمجلات الغربية مأخوذة جميعها من روايات كتب الحديث؟! وسوف يظهر لنا روايات، رواية تلو الأخرى.
فالذين رسموه مع صبية بعمر ستة سنوات ويقولون أن النبي تزوج عائشة بعمر ستة سنوات !! ورسموه يعمل في قطع الرقاب والقتل ويقولون أن النبي قال: (جعل رزقي تحت رمحي) !! ورسموه أنه يقول: أنه مسحور والسحر من الشيطان وكان يفعل الأشياء وينسى ما فعل!! ورسموه بلا ملابس لأنه في أثناء بناء أحد مساجد المسلمين مسح عرقة بثوبة فرفعه وكشفت عورته!!
أتعرفون أنهم رسموه بأن يهودياً يقوده في عربة؟ لأن كتب الحديث تقول: أن اليهودي ورقة بن نوفل أخبره بالوحي وعلمه ماذا يفعل وماذا سيجري عليه؟!!
أليس كتب الحديث قالت: أن نبينا قال لرجل: أعضض هن أبيك (قضيب ابيك)؟ أليس كتب الحديث قالت: أن نبينا أغتصب السيدة صفية بعد أن قتل كل قبيلتها ومن بينهم زوجها؟ أليس كتب الحديث قالت: أن نبينا كان يتبول تحت سريره؟ أليس كتب الحديث قالت: أن نبينا مهووس جنس وكان يطوف على زوجاته في ليلة واحده وبغسل واحد وكانوا في هذا الوقت تسع زوجات؟ أليس كتب الحديث قالت: أن نبينا كان يجامع السيدة عائشة وهي حائض؟ أليس كتب الحديث قالت: أن نبينا مات مسموماً؟ أليس كتب الحديث قال: أن نبينا حاول الأنتحار؟.
إذا أردنا أن نرد كمسلمين على ظهور هذه الأفلام والرسومات الكاريكاتيرية المسيئة لشخص النبي، هو أن نطهر كتب الحديث من هذه الآراء المخرفة المحرفة المنحرفة أولاً.