لم يكن بلدنا يعرف معنى الارهاب في غاياته ومعانيه واهدافه وتشكيلاته الاساسية واضراره على حياة الناس وعلى امنهم وسلامة عيشهم وعلى سلامة وامن الشعوب والدول عامة الا بعد ان تم احتلاله من قبل القوات المسلحة الامريكية الغازية مع تحالف من قوى عسكرية من الدول الاوربية خاصة من غير تخويل او موافقة مجلس الامن او منظمة هيئة الامم المتحدة , بحجج كاذبة افتعلتها الادارة الامريكية على ان العراق يمتلك اسلحة الدمار الشامل واسلحة كيمياوية من غير دليل ثابت ومقنع , وكان الغرض الاساسي هوالتبرير المفتعل لاحتلال العراق والقضاء على قوة فاعليته السياسية الاستراتيجية في عموم المنطقة ومن حرصهم
على مستقبل امن اسرائيل وامن الخليج العربي كما يزعمون وخاصة بعد احداث
هجمات 11 سبتمبر 200
11سبتمبر 2001 —واعتبرت الدولة العراقية احد الدول الثلاثة الراعية للارهاب مع كوريا الشمالية ودولة ايران, وكان القرار الذي اتخذ من قبل الادارة الامريكية في زمن المجرم بوش الابن على احتلال العراق ونقل المواجهة مع قوى الارهاب والداعمة له المزعوم على ارضه وفي منطقة الشرق الاوسط عامة, بتحالف من مختلف الجنسيات المشاركة من قبل الدول الاوربية والتحالف الصهيوني مع تحالف العملاء من قوى التحالف العربي اللعين الخائن للامة العربية والاسلامية, كما اثبت الاحداث اليوم صحة النوايا الخبيثة لهذا العدوان والتحالف الخبيث على العراق اولا ثم على دول وشعوب المنطقة عامة , كما اتضح ان الارهاب بحقيقته الواقعية هو من صنيعة ذلك الاحتلال اللعين الذي جاء بعد عام 2003 ولم يكن معروفا وليس له أي جذور في ارض العراق انما في حقيقته هو ارهاب دولي من صنيعة امريكا وحلفائها كما ظهر مرادفا مع وجودهم في المنطقة من اول يوم الاحتلال مع القوى الداعمة له وقد اخذ يتحور باشكال متعدد وفق الظروف الخاصة بمصالح المحتلين ويتنقل وفق خطط مدروسة من قبل الراعين لوجوده ونشاطه اينما تقتضيها مصالحهم الخاصة مابين سوريا والعراق ولبنان واليمن بشكل يظهر بوضوح مظاهر انشطته الرامية الى القتل الابرياء من الناس وهدم دورهم ومقدساتهم وفقدان كل مصادر عيشهم واستقرارهم واستنزاف مواردهم وثرواتهم الطبيعية ,هذا هو حقيقة الارهاب الذي طال بوحشيته وعدوانيته كافة شرائح المجتمع العراقي ومنهم المسيحيون واليزيدون والكرد والتركمان ولم يسلم منه احد , مما تؤكده طبيعة الاحداث الدامية ومجرياتها في تلك البلدان العربية انه مدعوم وبرعاية كل من تدخل في شؤون تلك البلدان لمارب شتى وفي كل الارض العربية والاسلامية, انه مؤامرة دولية خبيثة اسمها الجريمة المنظمة الارهابية اخذت اشكال متعددة من انشطة الارهاب بفصائلها المسلحة العدوانية تحت مسميات متنوعة ما لها من سلطان الا من سلطان الغدر والخيانة والاثم والعدوان بلا رادع امني ولا دين ولا حياء بذرائع كاذبة تحت شعارات الامن والسلم العالمي والاقليمي والديني والمذهبي والعنصري والحكم الديمقراطي المزيف كما في العراق الذي تاسس بعد الاحتلال وفق المحاصصة السياسية الفاشلة وكان العراق غنيمة دسمة للقوى السياسية المشاركة فيه كافة دون استثناء حيث نهبت امواله وباعوا سيادته وكرامته بثمن بخس بعمالتهم ونواياهم الخبيثة وهمشت حقوق الناس, وكان داعش الارهابي هو من نتيجة اهداف الاحتلال والمحتلين كافة ومن شاركهم فيه من قوى العدوان من البعيد والقريب, وكما كان هو احد اهم اهدافهم العدوانية لتمزيق وحدة وسيادة البلاد والتدخل بكل شؤونه الامنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية وفق مخططاتهم العدوانية الخبيثة وما حال العراق الممزق اليوم بكل جوانبه المجتمعية والامنية والسياسية والاقتصادية وما رافقها من فقدان حياة الملايين من الابرياء والايتام والارامل وامعاقين والمشردين والمفقودين ومن المهاجرين والمهجرين ومن التدمير الشامل للبنى التحتية الاستراتيجية العامة في عموم البلاد بلا ماء صالح للشرب ولا كهرباء ولا خدمات صحية ولا رعاية اجتماعية محترمة لكل انسان ,يعيش العراقي اليوم في أي مكان في ارض العراق حياة بلا امل ومستقبل مجهول - هذه هي حقيقة تلك الاهداف العدوانية المنشودة من قبلهم جميع المحتلين والمتدخلين في شؤون البلاد, وان الرد العملي لكل ارهاب واحتلال وعدوان وعلى كل تلك التحديات العدوانية الغادرة هو اعادة سيادة العراق الى مكانتها الطبيعية دولة مستقلة خالية من اي احتلال من قبل أي قوى اجنبية لها سيادتها القانونية والشرعية في ادارة شؤون البلاد وشؤون شعبها بكل مكوناته بارادة حرة وطنية عادلة ومنصفة بين جميع مكونات الشعب دون استثناء او تمييز – ليعود العراق الى حالته الطبيعية, عراق الامن والسلم والامان والاطمئنان,عراق الامل والمستقبل والتقدم والتطور,عراق الحضارات الانسانية المسالمة ,عراق بلا عنف ولا اكراه ولا تهميش لاي حق انساني مشروع , عراق التسامح والمحبة والالفة الطيبة , عراق القانون والمساواة بين الجميع دون استثناء لاي سبب كان -
بمناسبة زيارة البابافرانسيس العراق –بابا الفاتيكان
فاروق العجاج