
متابعة : شبكة الاعلام في الدنمارك -
للاسف الشديد فجعنا صباح اليوم الأحد 12/11/2017 بخبر سقوط طائرة الهليكوبتر نوع m 17 أثناء التدريب واستشهاد كل طاقمها المكون من سبعة أشخاص بضمنهم ثلاث ضباط وهم كل من :
١- المقدم طيار خالد عصام
٢- النقيب طيار جاسم محمد
٣ -النقيب طيار سلام ناظم
اثناء طلعة تدريبية في محافظة واسط بسبب حصول خلل فني . عزاءنا لانفسنا ولأهالي الشهداء اولا . اما ثانيا فهناك عدة أسئلة تجوب بخاطري اولها هو ما نوع الخلل الفني الحاصل بالطائرة ؟ ولماذا حصل ؟ وكيف ؟
طبعا الغرض من السؤال هو ليس التشكيك بقدرات صقور العراق أبدا فهم ابطال وقد حققوا طلعات جوية باهرة في معارك العراق ضد داعش ولولاهم لما تحقق النصر .
لكن مسألة فقداننا مقاتلينا وبهذه الطريقة لهو أمر مؤلم حقا خاصة إذا كان الموضوع يتعلق بطاقم يتكون من 7 او حتى لو كانوا 2 او 3 افراد بغض النظر عن العدد ليس المهم .. المهم هو الروح والإنسان الذي فقدناه .
والمؤلم اكثر ان استشهادهم حدث بسبب خطأ أثناء التدريب وليس في اجواء المعركة .
هذا من جانب . من جانب آخر هو للتأكيد والتركيز على الجانب التدريبي لقواتنا الامنية خاصة وأن هذه الحالة لاتعد الاولى من نوعها فكلنا سمعنا و رأينا مسبقا حالات مشابهة كثيرة بوقوع أخطاء أثناء التدريب التي تؤدي إلى استشهاد الجنود . ان حادث اليوم و الحالات السابقة تتطلب منا التوقف وإعادة النظر بالجانب التدريبي والمدربين و الاطلاع على نوع الخطأ وسببه كي لا يتكرر مستقبلا ...فرب سائل يسأل هل من المعقول ان طاقم مكون من 7 اشخاص من طيارين ومساعدين وفنيين جميعهم لم يستطيعوا تدارك الخلل والخطر الحاصل بالطائرة ؟؟!!! وان كانوا فعلا كذلك فيا ترى اي نوع من التدريب تلقى هؤلاء ؟؟!! خاصة وأن الخلل حصل أثناء التدريب وليس أثناء المواجهة واكيدا ان طاقم هذه الطائرة هو على تواصل وتنسيق مع الفريق التدريبي الموجود على ارض التدريب والطائرات المحلقة الاخرى ان لم يكن المدرب موجود معهم بنفس الطائرة ويوجه الطيارين بتعليمات و دروس التدريب فأي نوع من المدربين الذين يدربون أبناءنا بحيث لم يتمكنوا من اصلاح او تفادي الخلل الفني وبسرعة خاصة وأننا نعلم أن مهنة كابتن الطيار ليست بالامر السهل فهو يتعامل مع طائرة محلقة بالهواء ومعرضة بأي لحظة لأي طارئ او خلل . لذلك فان اولى خطوات التدريب على الطيران هو ان يكون المتدرب قد تلقى دورات مكثفة و مركزة عن الحالات الطارئة والاعطال التي ممكن ان تتعرض لها الطائرة أثناء التحليق وكيفية التعامل مع الحالات الطارئة الاخرى كأن تكون إنسانية مثل تعرض احد مساعديه لأزمة قلبية او حالة اختناق أو ذبحة صدرية مفاجأة أو ارتفاع ضغط الدم المفاجأ أو او او .... فهل ياترى تم تدريب طيارينا ومساعديهم والفنيين على اعلى مستويات التدريب لتلافي مثل هكذا حالات ومعرفة كيفية إنقاذ نفسه وطاقمه ؟ خاصة وأن الطلعة كانت مجرد طالعة تدريبية تجريبية لا أكثر !!! و لم يدخلوا بعد لاجواء التحليق القتالية واغلبنا على دراية بأجواء الحرب خاصة في ظل تطور الامكانيات الحديثة التي يتمتع بها العدو فإذا كان طاقم الطائرة لم يتدارك الخلل الفني أثناء التدريب والسماء صافية والارض خالية من القتال والمناوشات والأهداف والعدو . فكيف سيتداركه والسماء والارض مفعمة بالمخاطر ؟؟!!
قد يقول قائل ان اغلب طائرات التدريب التي تستخدم لتدريب طيارينا هي من الخردة او القديمة لكننا نرد بالقول إن ارواح ابناء العراق هي ليست لعبة ولسنا مضحين بهم وهم اعزاء علينا ثم ان هذه الكفاءات والعقول التي خسرناها من الذي سيعوضها خاصة إن ثلاثة منهم هم ضباط اما المتدربين فاكيد ان كل فرد منهم له عائلة وزوجة واطفال كانوا ينتظروا تخرجه ليفرحوا به ان يكون صقرا من صقور العراق .
المصدر : صفحة زينب الياسري